رســالــة
23 / 6 / 2020 أمنياتي تنبئُني أنك يوما ستأتيـن
مـع أنـي أشك وقـد فقدت اليقيـن
بـعـد أن قـرأت عـن حـب كـحبـنـا
سُـطِّرَ بـالأسفـار الـقديمـة للأوليـن
حـب تـناولتـه الروايات كأمثـولـة
وتناقلـه المشعوذون كسحر مبيــن
فلطالما عشنا علىٰ الآمال الـكاذبـة
وبما كتبت لنا الأقدار غير معنييـن
وبكل مااعتَرَضَنا من صعاب مُـرّة
وبكل مايحيق بنا كـنا مستهزئيـن
فـفي كـل مرة ندعو الأقـدار بـهـا
تغص ولا تستجيب ببلىٰ أو بآمين
فليس لي أن أفكر بـبعـادك يـومـا
ولـيس في غـيابك ولـو إلىٰ حيــن
لكنه الواقع فقد غادرت منذ زمـن
فـإلام الـبعاد وهـل يومـاً تـعوديـن
أمانيِّ رسمتها بناء علىٰ لقاءٍ فإذا
عـزّ اللـقاء وغدونا غرباء تـائـهيـن
أينقطع ودنا ويموت حـب عرفـناه
وننسىٰ طـفولـة عشناهـا لـسنيـن
وليال قضيناها فـي كـل الـفصول
بالـحر والقر والأمطار غير آبهيـن
كم جردنا مطر الربيع مِـن أثوابنـا
وكم اغتسلنا بطيف القمر حالميـن
والـغيوم تـراقص القمـر فإن جـن
الدجىٰ قمنا لصلاة العشق خاشعين
ولـو طال بنا السهرحتىٰ الأسحار
أو أشـرقت الشـمس علىٰ الـعالميـن
وطقـوس في محاريبنـا أقمنـاهـا
ورسمنا علىٰ جدرانها أقدس الأياقين
فحبنـا رسمٌ علىٰ الشفـاه يـعانـق
الجيد يطبع القبلات علىٰ الجبـيـــن
لـقـد كـان حبـك ابتهـالا مـقدسًا
وغدا شعيرة مـن شعـائـر العاشقين
وراح يـمخر عبـاب الـحيـاة بـلا
مجذاف يـصارع أمـواه الـمتيميـن
ولربما من أعالي الذرىٰ ينحدر
كالغيم والضباب مسربلا وحزيـن
فحبنا الذي ملك قلبينا وسكنهما لو وزعناه علىٰ الناس
جميعـا لـفـاض علىٰ الـعـالميـن
محي الدين الحريري