زمن أغبر للشاعر حسين المغربي

 زمن أغبر!..

"جميع الشرفاء بهذه الأمة أغراب.." 

زمن أغبر!.. 

أراودك هذا الإحساس؟..

تسائلني السنون..

و نظرات الناس..

أتلبسك الخوف و أنت تجالس نفسك؟

ترفع راسك نحو الأفق..

كل شيء أمامك بلا معنى،

بلا هدف.. 

كل الناس تفرح..

و فرحك بكاء..

لماذا تفعل؟..

تحمل هما..

و همك..

و تمضي..

لا ينصت لألمك غير ألمك.. 

تجوب الشوارع ملأى..

لكن قلبك فارغ..

تلوذ بوحدتك،

بحزنك..

فتأنس.. 

أراودك هذا الإحساس؟

غريب..

و غربتك بين أهلك و الأقران..

يا له من شعور..

ألم يحفر ألما..

و الصمت عنوان..

لمن تشكو،

و لمن تأمن.. 

علمني الحزن..

حزني..

علمني الدمع..

دمعي..

ان أترفع عن الصغائر..

أن أجد عذرا لمن لا عذر له..

لعل أحد ما يعذرني،

و يتحملني.. 

كلما طال هذا الطريق..

تكبر المسافات بيني،

و بيني،

و بينه..

من يفهمني..

من يفهمني..

كلماتي من صلب كلمة..

ترتق جرحا..

مجبولا من جرح دما..

و تجبر كسور الذات..

كانت أمدا.. 

هل ما زال هناك  أدب؟

هل ما زالت هناك أخلاق؟

هل ما زال هناك شيء أصلا؟

آه آه آه لزمننا الأغبر!..

فيالق الرعاع..

مشدوهة كأننا في سيرك..

و البهلوان أكثرهم غباء..

و أقلهم حياء..

آه لزمننا الاغبر.. 

"جميع الشرفاء بهذه الأمة أغراب.."

غربة الدار..

و غربة الزمن..

نحن في مفترق بين اليوم و الغد..

أسيطول هذا المخاض؟

من يفهمني..

من يفهمني..

كلماتي من صلب كلمة..

صلبة،

قاسية،

دامية..

لا تعرف كيف تلف..

أو تناور.. 

من يفهمني..

من يفهمني..

  الكلمة في صدري شوكة..

تنتقل عدوى..

تومض صرخة..

وا عجبي أهذه الأمة؟..

  زمن أغبر!.. 

محظوظ أنني لحقت بعضا من زمن صار..

كانت فيه الفكرة،

والكلمة،

و البندقية عنوان..

محظوظ.. 

زمن أغبر!..

ينبطح فيه الإنبطاح..

يتحدي من يغرق أكثر..

و كراكيز تتصدر المشهد..

تصفق فقط ثم تبصم.. 

زمن أغبر!.. 

أراودك هذا الإحساس؟

تسائلني السنون..

و نظرات الناس..

أتلبسك الخوف و أنت تجالس نفسك؟

ترفع راسك نحو الأفق..

كل شيء أمامك بلا معنى،

بلا هدف.. 

تقول أمي..

اقبض على الجمر..

تينع ثمار..

طوبي للغرباء..

"جميع الشرفاء بهذه الأمة أغراب.." 

من يفهمني..

من يفهمني..

كلماتي المبهمة أحكيها لنفسي..

ثم لأصنائي..

فالكل مشغول بلا شيء.. 

زمن أغبر!..

حسين المغربي