يا سائلا عنٌي..
...............
يا سائلا عنٌي الثٌرى
تحت زخٌات المطر
سل وانتظر
إجابات حَبٌ ونوى
ومعاناة فلاٌح وفيٌ هوى
حرث بذر
وجمع محصول وفير
ذات فجر ونجم الصٌبح لاح
والطٌير باسطا جناحيه يغرٌد
والدٌيك صاح
حيٌ على البذر حيٌ على الفلاح
وصوت محراثهْ أنيسهْ
يحرث البور مساء وصباح
.............
يا سائلا عنٌي المزارع والحقول
والمناجل والمعاول
وسؤال قد يطول
لاتغامر لا تحاول
منع فلاٌح بسيط
ساعيا ينوي عِمارا
بسواعد لا تبالي
مثلها مثل الأنامل
عازقا بور الفيافي
عانت القحط لأعوام طوال
ناشدا سود السٌنابل وحبوبا بالبيادر
وزيوتا لا يضاهى نورها طول المدى
............
لا تسلني عن دواميس المناجم
ومعاناة عامل
يبتغي شغلا وخبزا
وكساء للعيال
وصبيٌ حافي الرٌجلين
ساعيا نحو المدارس
ناشدا نور الحروف
وعلوم ومعارف
لا تسل فالكلٌ عارف
بالكوارث وبمأساة الشٌقيٌ
جائعا لا يشتكي
صامدا ينشد لحن الصٌبا
سقف بيت حديد ركن بيتي حجر
لا يبالي بالرٌياح والسٌيول والعواصف
............
يا سائلي قد يضيع العمر بحثا
وتاريخ مرير طال حتما لنضال وكفاح
تعجز عنه المعاجم والحكايا
بين طيٌات الكتب
وبطولات بالسٌفوح والجبال الشٌاهقات
وأصوات المدافع وأزيز الطٌائرات
وطيٌار يحلٌق وقنٌاص يصوٌب
نحو 'مختلٌ' و'المختل' ثابت العزم
رافعا شارات نصر بوجه محتلٌ غريب
عن أرضه وعرضه لا يساوم بل يقاوم
وبقلب ساحات الوغى شهيد لا يبالي
لا بأبراج تراقب ولا بوارج
............
يا سائلي لا تسلني
عن عميل وخائن
وتجٌار القضيٌة
ووفود ووعود
بالمطاعم والمجالس والقمم
وزيارات العواصم
لا تسلني عن مرافئ
البحر البعيدة والموانئ
والحقائب والصٌكوك والهدايا
لا تسلني عن البواخر
والحمولات الرٌهيبة
وتجٌار السٌلاح
............
من ينكر الخيانات المريبة
وزيتون وزعتر
استحال ذات قصف
حطاما ورمادا مثله مثل المساكن
ومشافي ومدارس
ومدرٌسين وتلاميذ وحارس
ومصابين ومرضى
ومخيٌمات بمئات اللٌجئين تقاسي
بلا مسعف ولا حتٌى من يواسي
لشهور بلا نور وماء فقدت حتٌى الدواء
ونداءات استغاثة
تنشد بعض الغذاء
............
ويا سائلي لا تُعد مُرٌ السٌؤال
فالخيانات مريبة بل رهيبة
ودروب النٌصر لاحت
هاهي صارت قريبة.
صلاح لافي /تونس.