نص بعنوان / بذور العطاء
من زمن غابر أنا
أعشق بذور العطاء
دروب اللقاء
يرقص قلبي طربا
عند عناق الإبرة و الخيط
عند رتق جراح الثوب
كأنها تداوي جراحي
أعشق تلك الغيمة
حبلى تحمل قطرات الانعتاق
ترخي بأطفالها كحبات سبحة
تجمع الشقاق
تروي أرضا عطشى
تفوح رائحة الرجاء
أعشق تحليق العصافير
و هي تغني للهناء
في سماء الرحمن
تفرد جناحيها للهواء
تجوب الأرض
شمالا و جنوبا
ثم تعود لذاك الغصن بالذات
أعشق هرولة الوادي
خريرا يدغدغ النبضات
يسقي
يروي
يحكي
قصة عشق
رواية صدق
و وفاء
ليرتمي في حضن البحر
بسخاء
أعشق رقصة الأوراق
على همسات المساء
تداعب أغصانا
حضنا مفتوحا
بيتا لكل مسافر
لإبن السبيل مستقر
بدون مَن و لا رياء
أعشق بساطة الأشياء
تسلسل قطار العطاء
رحلة الخير في الأرجاء
كل يوم نتعلم من كل الكائنات
كيف نزرع حبات الوفاء
نسقيها بالاحتواء
بالاهتمام و الدعاء
أنا من زمن مضى
زمن الخيط و الإبرة و العناق
في صمت يغزل لوحة تلاق
صوت يعيدني للحياة
يحرك جذوة تحت الرماد
يحررها من الأصفاد
أعشق بساطة الأشياء
عفت الفقراء
أعشق أنغاما تنصهر مع الأوجاع
ولادة قيصرية
تطهر الروح
تتوضأ بعرق الآلام المتسكع
في كل زوايا دمائي حتى تشبع
بدموع
تودع الآهات
تذكرني أننا هنا في رحلة
و كل منا يحمل تذكرة وصول
في سفر مجهول الأحداث
أعشق بساطة الأشياء
فقد زهدت هذه الحياة
بقلمي / سعاد شهيد