نص بعنوان / متى
اشتقت لأحضنك
اشتقت لقطعة مني
هناك ما وراء البحار
هاجرت تبحث عن الفردوس المفقود
بعيدا عن حضني
عن عطري
عن خوفي
اشتقت إليك يا نور صباحي
طال ليلي
سواده أرخى خصلاته السوداء
حجبت عني نجوم السماء
غطى القمر
أو ابتعد
ما عدت أدري
و لا عدت أجيد الحساب
و العد
كل الأيام سواء
لا فرق بين سبت أو أربعاء
أو بين خريف و شتاء
كل الفصول حر و صقيع
و كل الأيام سهام في الوريد
اشتقت لك يا نبضي
متى أستطيع أن أحضنك
أضمك
كأول يوم سمعت فيه صراخك
كأول شهقة هواء زارتك
كأول قطرة حليب
أسكتت جوعك
متى ألف ذراعي
أشم عطر وجودك
آتي لغرفتك
لأوقظك و أزعجك
يا ابن كبدي
و قطعة من روحي
متى أسكت شوقا يلح علي
يبحث عن ذكرياتنا
عن أماكن مرينا بها
عن ضحكاتنا
و حتى عن غضبنا
أبحث عن تفاصيلنا الصغيرة
و نحن نجوب الطرقات
نزور المستشفيات
نبحث عن ترياق
هناك و هناك
نضحك لأتفه الأسباب
و نعود نصمت
نغيب كما الغياب
نبتعد بأفكارنا
نرحل بعيدا
بعيدا عن عالم كله هراء
بقلمي / سعاد شهيد