نص بعنوان / أحلام هاربة
قالوا أثمرت سنابل السراب
بيادر هي ديارب الخراب
سيأكل الطير و الغراب
و وديان الغياب
ستأتي بالأحباب
سيكون عرسا للذئاب
مزامير و طبول العذاب
قالوا لا عطش و لا جوع
فخيوط السراب ربيع
حملت به سنين عجاف
ليكون المولود عواصف خريف
رياح عمياء
تدوس على أحلام الأبرياء
اصرخ أيها الصمت
زلزل أركان النبض
فتت الدماء
كب الزيت على نيران في الأحشاء
أحمل وزر الأشواق
كأنك فراشة تحترق
راقصت العشق
سعيرا في الأعماق
سقطت رمادا
ذابت في صمت
بدون ضجة و لا بكاء
صبرا بسمتي
ستخضر سنابل الهناء
يعود الطير للغناء
تعود وديان المحبة و الصفاء
صبرا بسمتي
سيأتي حلم الهناء
ذات مساء
ببشرى اللقاء
حتما سيعود لحضن الصفاء
و إذا استولى ضباب العناد
على نبض العهود
حتما ستنام النبضات ذات شقهة هواء
نومتها الأخيرة بدون عشاء
لترحل في صمت كما الغروب
لتصمت كل الأفكار توصد الأبواب
تصعد الروح لترتاح من الحزن
و كل الأوجاع تجد لها وطن
فلا لوم حينها
و لا عتاب
و لا حرفا يعيد لنا صخب الأحباب
لتظل في المكان صراخات القهر
في صمت تغني أغنية السفر
تُذكر بمن رحلوا
من كانوا يرسمون أحلاما هاربة
يغرفون من ألوان الطيف
و على حبات الأمل يقتاتون
ليرمموا بسمات مبتورة
يخفوا نذوبا كانت ماتزال تكوي كالجمر
و في غفوة حلم
زحف غبار
جاء من دمار
أمتي إحترقت خيامها
خطوات أعياها الترحال
كل الاتجاهات
موت يزحف على بطنه كالثعبان
ينفث سمه في كل الأحياء
و حتى من ماتوا
منعوا عنهم قدسية الدفن
و خشوع الصلاة
لك الله أمة سرقوا حياتها
أمموا موتها
صادروا فيها الدفن و البكاء
بقلمي / سعاد شهيد