عِطْرُ الضَّاد
وَاقْطِفْ حُرُوفًا مِنْ بُحُـــورٍ تَقْتَفِي
...... حَذْوَ المَعَانِي مِنْ لُبَــابِ المُصْحَفِ
وَالتِّين وَالزَّيْتُون مِنْ أَرْضِ النَّدَى
...... وَالضَّادُ حَرْثٌ لِلتُّــــــرَابِ الأَعْجَفِ
وَانْسَمْ عَبِيـرَ الشِّعْرِ إِنْ نَفَحَ النُّهَى
...... وَارْكَبْ مَوَازِيـنَ القَوافِي وَاصْطَفِ
وَتَحَلَّ رُوحَ البِـــرِّ وَاغْزِلْ مَسْلَكًــا
...... حَتَّى تُبِيدَ السُّـــــوءَ نَهْجَ المُسْعِفِ
ليْتَ اليَـرَاعَ يَعــودُ مِنْ وَكْرِ النَّوى
...... أَ يَــــرُومُ أمْ مِنْ نَفْـــــرِهِ لا يَكْتَفِي
مَــــا نَــــابَنِي إِلَّا البِعَـــادُ وَظِلُّــــهُ
...... وَكَأنَّـــهُ طَيْــــفٌ يَــــزُورُ وَيَخْتَفِي
عِرْنِي رُمُوشَكَ وَاكتَحِلْ مِنْ دَمْعَتِي
...... وتَرَى مِـــــدَادِي لَافَــــــةَ المُتَلَهِّفِ
وَالشَّعْرُ بِالهِجْرَانِ إِنْ طَــالَ المَدَى
...... كَــالجُبِّ أجْـــــدَبَ مَـــــاؤُهُ بِتَكَفُّف
أَفَمِنْ خَيَـــالِ رَكَاكَـــة جَفَّ النَّــدَى
...... أمْ مِنْ عُـزوفِ حَصَــــافَةٍ وَتَخَلُّف
هَــلَّا رَكبْـــتَ الوَزْنَ مِنْ تَفْعِيلَــــةٍ
...... سَتَرَى تَرَاتِيــلَ الشَّــدَا مِنْ مِعْزَف
لَبِسُواْ الجَدِيدَ وَغَيَّـــــرُواْ أطْلَالَهُمْ
...... لَا هُــمْ بِـــذَاكَ وَلَا بِعِـــزِّ الْأَسْلَفِ
لَا الشِّعْرُ فَــاحَ عَلَى شِعَــابِ تَخَيُّلٍ
...... عِطـرًا وَلَا نَثْرًا بَهَــا مِنْ زُخْـرُف
وَلَهَــا قَرِيــضٌ ذُو حَسِيبٍ سَـالِفٍ
...... كَالمَــاسِ يَبْقَى فَرْقَــدًا بِالأَحْــرُفِ
وَكَفَى بِهَــــا رَكُّ اللِّسَـــانِ تَجَلُّفًــا
...... لَيْتَ الأَذِيَّـــةَ مِنْ رِيَـاحِ المُجْحِفِ
كَمْ ذَرَّ فُرْسَانُ البَلاغَـــــةِ صِيتَهَا
...... وَاليَوْم بَـــادَ العُقْمُ نَبْـــعَ المُتْحِفِ
وَإذَا القَرِيحَةُ أَقْلَعَتْ عَنْ نَسْجِهَا
...... جَنَّتْ فَوانِيــسُ الخُطَى بِـالمُقْرِفِ
نَفَحَــاتُ فرْدَوْسٍ تُطَيِّبُ أُنْسَهــا
...... وَسِوَارُهَــا تَاجُ المَقَــامِ الأشْرَفِ
مَا زَلَّ مَنْحَاهَا وَكَمْ مِنْ جَارِفٍ
...... مَهْمَا رَمَوْا فالدعْمُ مِمَّنْ يَصْطَفِي
وَاحْرِصْ عَلى المَعْنَى وَدَعْ أوْتارَها
...... شَدْوَ العَنـادِلِ وَالشَّـذا مِسْكٌ يَفِي
سَلْ كَمْ عُصُورٍ تُوِّجَتْ كعَروسَةٍ
..... وَفِ بِالعُهُودِ كَمَا الشَّوَاهِد تَحْتَفِي
د. محمد خالد الأمين
