على الرصيف
**********
أمشي رصيفا على شفتيها الملتهبتين
غامت فيها الحروف كحمم البارود
شظايا الريح تمزق الشهيق
فيلهث الزفير من قرّ الأنين....
تحترق صفحتها
وتظل صامدة
تصد النفور
لاتثنيها قهقهات الجنون
ولا حشرجات القبور
فتذرذر الرماد في العيون ....
تحتضنها كوابيس الأحلام
يكفلها الظلام
يلف وشاحه الذريع
يواري جفونها خلف الظل الظليل
وتلعنُ غيمةَ الدموع
فتلهث عيناها من قر الصقيع
أين رعشة البكاء لتروي الغليل ....
الليل يحصد ما تناثر من رذاذ اللسان
زغاريد .. تهاليل .. عويل .. أحزان,,
ضباب يكتسح الخصيب
وأتلف العنوان....
رُفِع القسَم والساعد مشلول
لم يكتمل العد
نفقت ثلاثة
وَرُفِع أصْبُعان مبتوران
ما فتئا يصرخان من ضرب المطارق
حتى تكسر السندان....
سَقْفُ السماء جَنَّه ُ الدخان
عشَّشَ فوق فواصل السحاب
حتى لا يخيط النهار ثوب الغروب
والفجر لا يدري متى يذوب.,..
يغطى الشرف بأصباغ النبيذ
ومساحيق من لحاء الزمن اللعوب
تتمايل على ضوء الشموع العمياء
أشلاء أسوارها تنخرها الديدان
ولا تشبه ديدان أيوب
بل يُنَدِّيها رذاذ الردى وبتر الأشلاء,,,,
... سنين ... وسنين
مقتول ,, وتقتيل
تُبعَثُ عرائسُها ضلوعًا
نُسِجت من رفات الأساطير
والنسور فوق مدافعها تزند الفتيل..,.
في ذلك الوادي المخيف
غاب دفء الصلاة
تتثاءب الشياطين
تستيقظ رفات القبور ظمأى
تتبخر أشباحا ترنو
تمتص دماء الفارين ..,.
زمن عجيب
سابت بين القضبان وغياهب الظلمات
فينساب الهلع كالصبيب
يظل شاردا ينهش نور الرطيب
يدغدغ عِرْضَ كحلها
يفقأ عيون الليل الرهيب
ليته يبيد غدها الكئيب....
يجر أمسها متاهات
يخصي الفحول ويئد البنات
وها عروقه الباردة
تجلد روح الآهات....
*****
د.محمد خالد الأمين