الحب في زمن التخصصات
بقلم الشاعر محمد ابو رزق
قصيدة للتسلية
يختلف مفهوم الحب من شخص لآخر، ومن جماعة لأخرى، ولكن ماذا لو طلبنا من أصحاب الوظائف والمهن التعبير عن حبهم شعرا فماذا سيكتبون؟ لنتابع:
* الحب عند الجندي
وعطرك حبيبتي بارود أشمّه
ونبض قلبي مثل رصاص يلعلع
وددت لو عانقتك مثل بندقيتي
فشفتاك قنابل حارقة وعيونك مدفع
أغيثيني من حرب غير متكافئة
إني أموت فيك إني أكاد أُصْرَع
* وعند الطبيب
حبك بنج خدّر قلبي وأسكره
وعيونك النجلاء كأنها المبضع
كلما وضعت السماعة على صدري
سمعت دقات قلبي بك تتوجع
هواك مرض عضال ابتليتُ به
حاولت علاجه ولا دواء معه ينفع
* وعند الجزار
هواك ترك جسمي كلحم على وضم
فهذي أحشائي من حرّه تكاد تتقطع
وجفنك سكين ذبحني من الوريد
فأنا القتيل وهذا دمي لا ينقطع
شويتِ كبدي على جمر حارق
فقلبي يتلظّى وقلبك مرتاح يتمتع
* وعند اللّص
حبك تسلل خلسة إلى قلبي فسرقه
فلم يُبق في أعضائي شيئا به يُنتفع
نَهَبْتِ مشاعري وسلبتِ مني روحي
ولم تتركي إلا الرّيحَ بداخلي تَقْرَع
جمعتِ ما طالته عيناك ويداك مِنّي
ولم تدَعي لمُنْتَجِع الرّبع ما به يَنتَجِع
* وعند الفلاح
منجل هواك أصاب قلبي فحصده
وجفونك سنابل تنبت ولا تُنتَزَع
وأنت كالغيث المريع سقى مربعي
ودمعي سحاب مسترسل لا ينقشع
ونبض قلبي كالرعد حين أسمعه
وتبسمك في وجهي هو برق يلمع
* وعند المعلم
وجهك المليح كأنه بياض طبشورة
والعين السوداء مثل سبورة تلتمع
فَعَلَ بي هواك مفعولَ النعت بمنعوته
فأنا كالتّوابع تُجرّ وتُنصب وتُرفع
كلما فتحت دفترا وجدتك بين سطوره
حاولت صرفك لكن تصريفك ممتنع
* وعند الشرطي
عيناك مسدس أصاب رصاصُه قلبي
طلقةٌ أرْدتني حين مسَّ زِنادَهُ الأصبع
وجدائل شعرك الذهبي أصفاد كبّلتني
وبلا جرم أراني في زنزانتك أقبع
حرّريني من قيدي ومُنّي عليّ بالسراح
فقد ألفت سجنك وأظن أني منه لا أطلع
* وعند الإمام
هواك معبدي ومحرابي أصلّي فيه
فهو يرافقني في سجودي وعندما أركع
توضأ قلبي من جمالك وتيمّم بالخدود
فحسنك هو الفرض وصلاة العيد والجُمَع
فلا أدري أصليت ثلاث ركعات أم أربعا
فأحيانا أسهو ومرّات أقصر وأحيانا أجمع
محمد أبورزق 2018/09/25
بقلم الشاعر محمد ابو رزق
قصيدة للتسلية
يختلف مفهوم الحب من شخص لآخر، ومن جماعة لأخرى، ولكن ماذا لو طلبنا من أصحاب الوظائف والمهن التعبير عن حبهم شعرا فماذا سيكتبون؟ لنتابع:
* الحب عند الجندي
وعطرك حبيبتي بارود أشمّه
ونبض قلبي مثل رصاص يلعلع
وددت لو عانقتك مثل بندقيتي
فشفتاك قنابل حارقة وعيونك مدفع
أغيثيني من حرب غير متكافئة
إني أموت فيك إني أكاد أُصْرَع
* وعند الطبيب
حبك بنج خدّر قلبي وأسكره
وعيونك النجلاء كأنها المبضع
كلما وضعت السماعة على صدري
سمعت دقات قلبي بك تتوجع
هواك مرض عضال ابتليتُ به
حاولت علاجه ولا دواء معه ينفع
* وعند الجزار
هواك ترك جسمي كلحم على وضم
فهذي أحشائي من حرّه تكاد تتقطع
وجفنك سكين ذبحني من الوريد
فأنا القتيل وهذا دمي لا ينقطع
شويتِ كبدي على جمر حارق
فقلبي يتلظّى وقلبك مرتاح يتمتع
* وعند اللّص
حبك تسلل خلسة إلى قلبي فسرقه
فلم يُبق في أعضائي شيئا به يُنتفع
نَهَبْتِ مشاعري وسلبتِ مني روحي
ولم تتركي إلا الرّيحَ بداخلي تَقْرَع
جمعتِ ما طالته عيناك ويداك مِنّي
ولم تدَعي لمُنْتَجِع الرّبع ما به يَنتَجِع
* وعند الفلاح
منجل هواك أصاب قلبي فحصده
وجفونك سنابل تنبت ولا تُنتَزَع
وأنت كالغيث المريع سقى مربعي
ودمعي سحاب مسترسل لا ينقشع
ونبض قلبي كالرعد حين أسمعه
وتبسمك في وجهي هو برق يلمع
* وعند المعلم
وجهك المليح كأنه بياض طبشورة
والعين السوداء مثل سبورة تلتمع
فَعَلَ بي هواك مفعولَ النعت بمنعوته
فأنا كالتّوابع تُجرّ وتُنصب وتُرفع
كلما فتحت دفترا وجدتك بين سطوره
حاولت صرفك لكن تصريفك ممتنع
* وعند الشرطي
عيناك مسدس أصاب رصاصُه قلبي
طلقةٌ أرْدتني حين مسَّ زِنادَهُ الأصبع
وجدائل شعرك الذهبي أصفاد كبّلتني
وبلا جرم أراني في زنزانتك أقبع
حرّريني من قيدي ومُنّي عليّ بالسراح
فقد ألفت سجنك وأظن أني منه لا أطلع
* وعند الإمام
هواك معبدي ومحرابي أصلّي فيه
فهو يرافقني في سجودي وعندما أركع
توضأ قلبي من جمالك وتيمّم بالخدود
فحسنك هو الفرض وصلاة العيد والجُمَع
فلا أدري أصليت ثلاث ركعات أم أربعا
فأحيانا أسهو ومرّات أقصر وأحيانا أجمع
محمد أبورزق 2018/09/25