الاثنين، 29 يونيو 2020

خنساء الشام

قصة قصيرة هوس للشاعر محمد الرحالي

قصة قصيرة 
                    هوس

كانت تترقب مجيء والدها بشوق والفرح يزين مبسمها ويذكي فيها جذوته، لتخبره بما أعدته من حلويات رمضانية يحبها، حين سمعت طرقا عنيفا متتاليا على الباب.
قامت مسرعة تفتحه وقد تسارعت نبضات قلبها.
- أسرعوا لنجدة أبيكم فقد سقط من طوله على الأرض في أول الزقاق.
أزاحته من أمامها بكلتا يديها وأسرعت نحو أبيها تعدو، كانت تأمل أن تجد أحدا قد سبقها وأسعفه، ويصرخ في الناس المتجمهرة حوله : 
- رجاء أفسحوا لبعض الهواء أن يمر فالرجل يختنق.

من بعيد لمحته وحيدا يتنفس بصعوبة كبيرة، فاغرورقت عيناها بالدموع وازدردت ريقها في توتر وصاحت بحدة :
- أبي أبي أبي!!!
 انتبه لصراخها فأشار لها بحركة من يده أن لا تقتربي، وأغمي عليه.
تسمرت في مكانها فسرت قشعريرة في جسدها كله، وأحاطها الهلع من كل جانب وأخذت تصرخ وتصرخ والناس ينظرون إليها من نوافذ منازلهم بإشفاق، إلى أن تفاجئت برجال لا يرى منهم شيء.
  حملوه بعناية داخل سيارة كتب عليها كوفيد 19 وانطلقوا.

كانت ماتزال تبكي بكاء مرا وهي تعانق أمها، حين خرج طبيب من قاعة كتب عليها ممنوع الدخول فقال لهن في خشوع : 
- البقاء لله
تباعدتا فيما بينهما.
اختلس منهما نظرات فزع كبير، لاذ بالصمت مليا، تبسم في مرارة ثم قال لهما :
- مات بنوبة قلبية!
محمد الرحالي

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :