أنين المحبرة ★
بقلم الشاعرة عائدة العبدو
ملئت محبرتي بمداد الأشواق
وهيأت الدفاتر والأوراق
فاض الحنين في مقلتي
ذرفاً على خدود الحلم العتيق
على بتلات الياسمين
أحار في الحروف وبمن أستعين
أعجز عن وصف الحريق
الكائن بين الدفتين
أبحث عن أقلام تطفئني
عن همسات تشغلني بالحنان
عن أفكار تهديني التغريد
تيبست ورودك المهداة
والرحيق عالق بخزائن الذكريات
يتمرد الفؤاد وينتفض
على صقيع العشق المجلود
على غياب سطوع الأمنيات
المؤرخة على قرص الشمس
و على صدوع مرايا الشطآن
ها أنا ذا
أسمع صدى أنين المحبرة
في أرجاء الحجرة
يجول ويصول في أعماقي
ثم ينفذ من بين الشظايا
ونوافذي المهشمة
إلى أكوان عالية
يدرك القمر الأنين الأسود
يحتار كيف يواسيني
وكيف يرمم الروح المسلوبة
المقسومة بفأس القدر
تأخرت في الحضور إلى مملكة قلبي
برد الثنى واحترق الجوف
شاهد كوم الرماد ومساحة الدخان
وبقايا الأنين مبعثرة على طاولة الاشتياق
لملمت وجع الفراق
أودعته في عمق السحاب
علني أقتبس من تلافيفه البياض
سطور الهجر مغموسة بالحبر
أسترق الصمت من قاموس الرحيل
فالصمت ربما شفاء العليل
أوجدني في أبراج النجوم
ومدني بالنجاة
كفاني غربة وشرود
وتشتت على أرصفة الوداع
على مقاصل تتربص بالفؤاد
مد ذراع الأمان
إلى قلب مغمور بالغرام
وبدل أنين المحبرة
بشدو البلابل
والهمس الحني
واهدني شغاف مغمور
بشرى لقاء منتظر
منذ أمد
عائدة العبدو / سورية