الغُمّة..السوداء...الكامل
بقلم الشاعر سعدي الشنون
إنّي لتُتعب خافقي كلماتي
اختارها بعنايةٍ وأَنَاةِ
وإذا عزمْت لقولةٍ سأقولها
حتى وإن قايضتها بحياتي
إنّي أرى في الحق كل شجاعتي
لا خيفةً ذا منهجي وصفاتي
ِوأنا بحمد الله ثمّ بفضله
لا أرتعب والموت في جنباتي
ولقد يراهن جاهل في شيبتي
أنّي كَبرت وقد تلين قناتي
إن لم تُزِد سنوات عمري قوّتي
لاخير قط أرجو من السنواتِ
أمّنتهم بسذاجتي مايؤتمن
لتراكُم التأريخ في خلجاتي
ولقد نسيت بأنّني قد بعتهم
صوتي وكم عانيت من حَسراتِ
بالحبر أزرقه ذللت سبابتي
ِ ياليتها قد قُطِّعت بصماتي
وأخو الجهالة سادرا في غيّهِ
فيزيدُ غلّا يوغل الطعنات
فتراه مبتهجا بكل حماقةٍ
يختار إذ يغتال من عزماتي
إني أرى بلدي يسير لحتفه
ويقوده الجهلاء والنكراتِ
قد أمَّروا فينا أخِسّة رهطهم
سرقوا صفاء العمر والبسمات
ولقد أحالوا ارضنا لخرابةٍ
ِيعوي بها ماإستوطن الخَرِبات
وكما أراها قد تبدّى خيرها
والأهل فيها قد مضوا لشتات
وشبابنا لهفي على أعمارهم
ولّت سنين العمر بالحَسرات
لبِسوا لباس الموت نحو حتوفهم
فلقد تساوى عيشهم بمواتِ
لم يشهدوا بحياتهم أو عمرهم
بؤساً فضيعا غِلضةً وقساةِ
ولقد تلبّس أمرهم أخلادهم
وعقائدا ظنّوا من الحُرُماتِ
شهِدوا العمامةَ قد تدنّس طُهرها
وتقمّصَ التوحيدُ بعض زُناةِ
قد أُكفِروا عمدا بدين محمدٍ
وبكت مساجدنا على الصلواتِ
هذا لعمري دأبهم ومرادهم
أن يدفعوا جيلا الى العثرات
ثوروا أذا كانت لكم من غضبةٍ
وذروا الجلالة شأنها الرحمات
إنّي أرى الموتَ الشريف شهادةً
لو وُسّدت أو سُجًِلت برفاتي
فأنا وإن جار الزمان بأرضنا
سأظلُّ مُحتَفِضا بما هو آتِ
بذلٌ وتضحيةٌ وبعضُ شهامةٍ
ألْقى بها ربي بُعيْدَ مماتي
والسارقين وإن أفاضوا سحتهم
فليصطلوا بالنار والجمراتِ
وأجعل مع الله جميلَ مواقفٍ
إني رأيت الفوزَ في الوَقَفاتِ
سأرى لنفسي كي تُحِسَّ لمرّةٍ
هولاً أصاب السبط في الفلوات
وأخالها لمّا يضجّ ضجيجها
ينثال من عيني لضى الجمرات
ليست دموعا كي أحاول درئها
بل أنها نارٌ على الوجناتِ
ياويلكم من تدّعون سبيله
غرضا لكي تمضون بالسرقات
ستطول وقفتكم أمام الاهنا
وترون مالكَ مُرعِبَ النَظَراتِ
مُتَجَهّما ومعبّساً ومقطّباً
فارشوه مهما إسطعتموا بهِباتِ
إذ ذاك حتما تندمون ندامةً
ندما إلى نارٍ بُعَيْد فواتِ
سعدي الشنون