السبت، 17 فبراير 2024

خنساء الشام

خلود المعجزة للشاعر سليم عبدالله بابللي

 [ خلود المعجزة ] 

بقلمي : من البحر الكامل

================

الصّمتُ ظُلمٌ و الكلامُ يُتاحُ

و الليلُ ولّى و الصباحُ رباحُ


كيفَ الشَّوامخُ تستَكينُ مع الرّدى

و سكوتُها فوقَ الجِراحِ جِراحُ


يا أُمَّةَ الثَّقَلينِ ماذا بَعدَها

الدّارُ ثكلى و القلوبُ نُواحُ


و إذا أردنا أن نُحَلِّقَ لِلعُلا

نَبَتَ اليقينُ بِجَنبِنا و جَناحُ


و إذا تَسَنّى أن نُحَكِّمَ عَقلَنا

يأتي لنا طَيَّ الغَمامِ سِلاحُ


فَلَنا مِنَ الإِسراءِ فَيضُ عَزائِمٍ

تُهدى و تَهدي للكرامِ صلاحُ


جَلَّ الذي أسرى بِنهجٍ دَلَّنا

رَغمَ المظالِمِ كَم يجيئُ فَلاحُ


اليأسُ منبوذٌ يُنافي شَرعنا

و يَحُلُّ بالصّبرِ الدَّؤوبِ نجاحُ


ما أشرقَ الإيمانُ في أرضٍ أتى

إلّا و صارت للنفوسِ رواحُ


و الفارسُ المِقدامُ ما قَصَدَ المدى

إلّا و هَبَّتْ في الشِّراعِ رياحُ


في الليلِ أو وَعرِ الدروبِ و طولِها

ما ضَلَّ في نَيلِ المَرامِ كِفاحُ


في وَطأةِ الإقبالِ قد غابَ الزّمَن

بَلْ و انطوت عِندَ القُدومِ بِطاحُ


نيرُ المظالِمِ لا يدومُ لِثائرٍ

و تُضيءُ في حَلَكِ الظَّلامِ صِفاحُ


لا تَحسبَنَّ السَّعيَ يورِفُ ذِلَّةً

إنَّ الجِهادَ على الثُّغورِ وِشاحُ


الشَّهمُ يجلو و المُراوغُ بائِنٌ

سيماهُما عِندَ الخُطوبِ وِضاحُ


أيَنامُ في أرضِ الكِرامِ حُماتُها

و الزَّحفُ سَيلٌ و الرِّكابُ جِماحُ


تأبى المَهاجِعَ في الشَّدائِدِ ثُلَّةٌ

أجسامُها عِندَ اللزومِ رِماحُ


ما دامَ ظُلْمٌ لو أُطيلَ بِليلِهِ

آتٍ على مَتنِ الصَّليلِ صَباحُ


سليم عبدالله بابللي

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :