(من بحر البسيط)
بقلم✍️🏻
د.عارف تَكَنَة
(( وافَقَ شَنٌّ طَبَقَة ))
(قِصَّةُ مَثَل)
جَابَ البِطَاحَ الخَوالِي والمَيَادِينَا
ذَا عَنْ حَلِيلَتِهِ عَنهَا يُوافِينَا
مِنَ الدُهَاةِ ومِنْ أَعلَامِ دِيرَتِهِمْ
يَستَقصِدُ الصِّنوَ إِذْ يَطوِي أَقَاصِينَا
دَأْبًا بِبَحثِ دَؤُوبٍ عَنْ عَقِيلَتِهِ
مِنْ عِندِ عَاقِلَةٍ والعَقْلُ حَادِينَا
وَدَّ الودُودُ عَلَى صَحبٍ بِرِحلَتِهِ
قَرِنَ القَرِينُ بِهَا إِذْ بَاتَ مَقرُونَا
قَد رافَقَ الخِلَّ فِي أُنسٍ بِرِفقَتِهِ
أًمِنَ الرَّفِيقُ بِهَا إِذْ كَانَ مَأمُونَا
كُثْرُ المَسَائِلِ قَد تَاهَ الصَّفِيُّ بِهَا
رَمَاهُ جَهْلًا بِجَهلٍ كَادَ يُردِينَا
فِي دَابَّتَينِ عَلَيهَا نَحوَ وِجهَتِهَا
يَستَوضِحُ الأَمرَ تِبيَانًا وتَبيِينَا:
هَلْ سَوفَ تَحمِلُنِي أَمْ سَوفَ أَحمِلُكَ؟
لِيُصبِحَ العِبءُ بِالمَحمُولِ مَرهُونَا
مِنْ بَعدِ شَدْهٍ بِمَشدُوهٍ؛ يُخَالِفُهُ:
كُلٌ عَلَى سَرجِهِ إِذْ ذَاكَ يَكفِينَا
وفِي الطَّرِيقِ رأَى حَصْدًا بِمَزْرَعَةٍ
حَبَّ الحَصِيدِ كَذا شَونَةْ وتَشوِينَا
فاستَنبَأَ الأَمرَ باِلإِنبَاءِ مِنْ نَبَإٍ:
هَلْ بَادَ مِنْ أَكِلٍ أَمْ بَاتَ مَكنُونَا
حارَ الصَفِيُّ مِنِ استِفهَامِ صَاحِبِهِ:
أَمَا رَأَيتَ أَمَا مَازالَ مَخزُونَا؟ّ!
وفِي المَسِيرِ فَقَد مَرَّا عَلَى نَعشٍ
إِذْ كُفِّنَ المَيتُ بَلْ قَد صَارَ مَكفُونَا
قَد عَادَ سَالِفَةَ استِفهَامِهِ سَلَفًا:
هَلِ المُجَنَّزُ حَيٌّ أَمْ قَضَى حِينَا
تَاهَ (الأَنِيسُ) بِهِ ذَا حِينَ سَاءَلَهُ:
هَلِ الجِنَازَةُ لِلأَحيَاءِ؟؛ أَفتُونَا!
حَتَّى إِذا وصَلا دَارًا بِقَريَتِهِمْ
دَارَ المُضِيفِ؛ فَذَا بِيتِي سَيَأوِينَا
شَكَا (الجَهُولَ) وفِي شَكْوٍ لِإِبنَتِهِ:
إِذ ذَاكَ مِن رَعَنٍ قَد صَارَ مَرعُونَا!
مَا دارَ بِيني وبَينَ القِرنِ مِن عَجَبٍ،
حَتَّى حَسِبتُ رَفِيقِي ذَاكَ مَجنُونَا
أَوْ عَانَهُ عَائِنٌ مِنْ بِعدِ عَائِنةٍ
أَضحَى بِهَا ذَلِكَ المَعيُونُ مَعيُونَا
فَبَيَّنَتْ لِأَبِيهَا كُلَّ حَادِثَةٍ
مِنَ السَّوالِفِ مِمَّا دَارَ تَبيِينَا:
مَا كُلُّ عَينٍ لِمشخُوصٍ بِشَاخِصِهَا
تُبدِي بِظَاهِرِهَا مَا بَاتَ يُعنِينَا
إِعرابُ مُعرِبَةٍ يَأتِيكَ يَا أَبَتِ
يُجلِي بِإعرابِهَا مَا كَانَ مَخبُونَا:
مَلبُوسُ لَبسٍ فَإِنْ يَألُو بِحَامِلِهِ
بِذِي الظُّهُورِ أَوِ الأَقوالِ، يَألُونَا
مَا كُلُّ حَمْلٍ عَلَى سَرجٍ بِذِي ظَهرٍ
سَرجُ الرِّوايَةِ مَحمُولٌ بِرَاوِينَا
أَقوَالُ لُسْنٍ عَلَى تَحمِيلِ حَامِلِهَا
قَد بَاتَ حَامِلُها أُنْسًا يُسَلِّينَا
أَمَا الزُّرُوعُ الَّتِي جَادَت بِغَلَّتِهَا
حَتمًا سَتُؤكَلُ فِي الحَالَينِ إِنْ شِينَا
إِمَّا بِمَقضُومِهِا قَضمًا بِقَاضِمِهَا
بِذَا السَّنُونِ كَسَيفٍ بَاتَ مَسنُونَا
أَوْ قَد يَكُونُ مُبَاعًا ذَا عَلَى ثَمَنٍ
أَثمَانُها أُكِلَتْ قَبضًا وتَثمِينَا
نَبتٌ إِذا استَحصَدَ استِحصادَ يانِعَةٍ
يَفنَى بِأَثمَانِهِ إِنْ كَانَ مَثمُونَا
أَمَّا الجِنَازَةُ إِنْ إِعتَاصَ مُفهِمُهَا،
فَالفَصلُ عِندِي؛ وذَا الإِيضَاحُ يَهدِينَا:
مَا كُلُّ نَعشٍ حَوَى مَيتًا بِحامِلِهِ
قَد يَحمِلُ النَّعشُ حَيًّا إِذْ يُحَيِّينَا
بِعَاقِبٍ وعَقِيبٍ حِينَ يَعقُبُهُ،
يَحيَا بِأَرواحِهِمْ إِذْ ذَاكَ يُبقِينَا
كَذَا النَّبِيعُ فَإِنْ طَابَت مَنابِعُهُ،
تَبقَى مَشَارِبُنَا بِالرِّيِّ تَروِينَا
عَادَ المُضِيفُ لِذاتِ الضَّيفِ؛ خَبَّرَهُ:
إِنِّي سَأُفصِحُ مَا قَد كَانَ مَكنُونَا
(شَنٌ) تَعَجَّبَ مِنْ إِسمَاعِ مُسْمِعِهِ
مُستَقصِيًا إِذْ تَقَصَّى مِنْ تَقَصِّينَا:
مِنْ مَنْ أَتَيتَ بِذَا التَّأوِيلِ؟. خَبِّرنِي!
ومَنْ أَتَاكَ؟؛ فَذَا التَّفسِيرُ يَشفِينَا
رَدَّ المُضِيفُ: فَذِي (طَبْقَة) تُؤَوِّلُهُ
هَيَّا ابنَتِي بِرَجِيحِ القَولِ دُلِّينَا
فَمَا حَمَلْتُكَ إِلَّا عِندَ نَابِغَةٍ
تُفَسِّرُ القَولَ تَفسِيرًا وتُنبِينَا
هَذِي النَّبِيهَةُ قَد أَضحَتْ عَقِيلَتَهُ
مِنْ بِعدِ خِطبَتِها، قَد عَادَ مَأذُونَا
ومِنْ حُبُورِ وِفَاقٍ فِي مُوافَقَةٍ،
مَحبُورُ حَبْرٍ يُذِيعُ اللَّحنَ تَلحِينَا
إِذْ صَارَ يُنشِدُنا إِنشادَ قافِيَةٍ
(بَحرُ البَسِيطِ) بِها قَد صَارَ مَوزُونَا:
ها قَد عَثَرتُ عَلَى المَعثُورِ بَعدَ ضَنَىً
مِنْ بَعدِ قَفْرٍ بِنَا أَربَتْ أَراضِينَا
إِنِّي بِأُمنِيَتِي ذِي قَد طَوَيتُ بِهَا
كُلَّ المَفَاوِزِ إِذْ هَذِي أَمانِينَا
وقَد مَخَرنَا عُبَابًا بَعدَ أُودِيَةٍ
بَعدَ اصطِخابٍ بِها سَارَتْ صَوارِينَا
سِرنَا إِلَى أَهلِنَا مِن عِندِ آهِلَةٍ
وفِي الدِّيَارِ بِهَا نَافَتْ سَوارِينَا
لَمَّا رَأَوهَا بِإِدراكٍ تُطَابِقُنِي،
جَاؤُوا إِلَينَا بِتَبرِيكٍ يُهَنُّونَا
مِنْ بَعدِ تَهنِئَةٍ مِنْ عِندِ ثَاوِيَةٍ
صِرنَا إِلَى مَثَلٍ؛ إِذْ قَالَ أَهلُونَا:
(شَنٌ) يُوافِقُ ذِي (طَبْقَة) مُوافَقَةً
عَلَى انطِبَاقٍ بِهِ التَّأوِيلُ يَأتِينَا
بقلم✍️🏻
د.عارف تَكَنَة