(من البحر البسيط)
بقلم
د.عارف تَكَنَة
(( عَضُّ الْأَنامِل))
السِّنُّ يَقْرَعُها مِنْ خَضَّهُ الْأَلَمُ
قَرْعَ الطُّبُولِ عَلىٰ مَنْ رَدَّهُ النَّدَمُ
عَضُّ الأَنامِلِ بَوَّتْهُمْ عَلىٰ نَكَدٍ
بَوى الْبَوِيُّ بِها دَهْرًا وقَدْ فُصِمُوا
حُمْقٌ أَحاقَ بِكَسَّادٍ وقَدْ رَكَدَتْ
سُوقُ الْكَسِيدِ كَما حاقَتْ وقَدْ بَشِمُوا
رَغْمَ الْكَسادِ بِها عَادَتْ تُسَوِّقُها
وقَدْ شَرَوْها بِبَخْسٍ بَعدَما سَئِمُوا
بِئسَ الْمَصِيرُ مَصِيرٌ حِينَ نَزَّرَهُ
مَنْزُورُهُمْ؛ وقَبِيحُ الْعُذْرِ يَنْقَصِمُ
وقَدْ تَكَرْبَعَ عَثَّارٌ وحِينَ خَطا
عادَتْ مَقَابِحُهُ بِالْخَطْوِ تَخْتَصِمُ
ما حافَ إِلَّا عَلىٰ جَوْرٍ بِجائِرَةٍ
مِنْ بَعدِ حَيفٍ لَهُ قَدْ عادَ يَلْتَقِمُ
وأًيُّ صَفْحٍ تَرَى إِذْ أَنْتَ تَطْلُبُهُ
أَما ارعَوَيتَ بِدَرسٍ بَعدَما فَهِمُوا؟!
فَأَورَدُوهُ إِلىٰ قاعٍ فَقَوقَعَهُ
كَذا الرَّقِيعُ؛ وقَدْ أَعلاهُمُ الشَّمَمُ
تِلْكَ السَّماءُ فَما كَانتْ بِباكِيَةٍ
لَولا التًّلَبُّدُ؛ إِذْ أَردَى بِها الْغَيِمُ
فَكَيفَ تَصفُو وذاكَ الدَّحُّ أَنْهَكَها
عَلى امْتِدادٍ مِنَ الْأَمْدَاءِ يَحتَدِمُ
أَلَيسَ فِيهِمْ دَلِيلٌ عِندَ صارِيَةٍ
فَذا الْخِضَمُّ فَقَدْ حادَتْ بِهِ الْنِقَمُ
كُلُّ الْأَدِلَّاءِ ما حارَ الدَّلِيلُ بِهِمْ
فَقَدْ تَراءَتْ سُفُوحٌ دُونَها الأَكَمُ
رَغْمَ الْمَخاضِ بِمَرزُوءٍ عَلى وصَبٍ
فالأَرْضُ أَنْبَتَ ما جادَتْ بِها الرِّهَمُ
فَما اعتَراهُمْ أَسىً ذا حِينَ فَارَقَهُمْ
وقَدْ تَمَغَّصَ مَوجُوعًا؛ وما وَكِمُوا
الْعَفْوُ والصَّفْحُ والْإِغْضاءُ شِيمَتُهُمْ
والْحِلْمُ والْأَمْنُ والْغُفْرانُ إِنْ عَزَمُوا
بِقلم
د.عارف تَكَنة