شهداء
يكادُ حقلُ الفكرِ أن يجفَّ فيه
نبع الكلمات..
كيف أكتب واليد مصفّدةٌ ؟
والرأس مثخن بصراخِ البائسين
ونواح الثكالى؟
الأسئلة العقيمة الإجابات
ثمارها فارغة اللب
سواد السرادق
يمحو بياض الأمل
والألم يتربع على العرش بمكر
البحرُ إن بكى
طبطبْتُ على أمواجِه
حتى يسكتَ فيه الأنينُ
السّماءُ إن جفّ منها الدّمعُ
أعرْتُها دموعي
كنتُ أكتبُ للجمال
اليوم ماتَ في الطبيعة السحرُ
أنتظر بريقاً يأتيني من بعيدٍ
أتراها ستبتسم السّماءُ
من جديدٍ؟
لو ابتسمت لشاركت الطيور تغاريدها
ليت الأمل الذي يحيي السقيم الذي
كلما لاح له الموت
به نبذه
ليته ينعش الطبيعة التي
يكادُ كلّ ما فيها
أن يمسي الشّهيدَ
أيا أملاً يبدّدُ الظّلماتِ
انشرْ أنوارَك
في كلِّ المعابرِ
حينها من الكتابة لن أستقيلَ
وهناك أرضٌ تحملُ في باطنِها خفقاً
وتراباً أشمّ في ضوعِه
عطرَ دماءِ شهيد
الشهداء لا يموتون
دماؤهم لا تجف
تبقى راعفة
تروي الأرض العطشى
هم الشهداء ليسوا ذكرى
أرواحهم لا تختفي
تبقى هائمة
لا تراها إلا عيون المتصوفين
كل حي أمسى ينتظر بلهفة وحنين
أن يحمل بزهو لواء الشهادة
كم هم كثر إخوة يوسف!!!
يوسف الذي لم يأكله الذئب
أكله الغدر
وأحياه الحق