قالوا لي
———-
قالوا لي :
أسْرفتَ بذكرِك من أحببتَ
أخذتْ منكَ الشيخوخةُ
مأخذَها
لم تدرِ بأنَّ هواها
أصبحَ مثلَ هيامِكَ
بنثيثِ رذاذِ مياهِ
السدَّةِ في سامرّا
حينَ تحاصِرُهُ الأبوابُ
وينْفذُ منها
مغتبطاً بمساره
قلتُ : ماذا أفعلُ ؟ وهي الوترُ
الحافلُ بالنغماتِ
أنّى تنْقُلُ قدميها أو تَتَلفَّتُ
أو تومئُ لي
تحْمِلُني موسيقى وَتُهَدْهِدُني
في أحلامٍ لم يَسبقْ
لِصِبايَ بأنْ مرَّ بها
ماذا أفعلُ ؟
حينَ يغامِرُ في كلِّ الأحوالِ
خيالي نحوَ الوردِ الجوريِّ
يَصَوَّرُ لي
بَسمَتَها وهيَ تُرَصِّعُ خَدَّيْها
والسحرَ الكامنَ في عينيها
ماذا أفعلُ ؟
سبحانَ الخالقِ
أسكنَها قلبي تنبضُ فيهِ
كما سكنتْ منعطفاتِ محلَّتِنا
فيهِ لتلويهِ إليها
تتركُني مجنوناً
في صفحاتِ كتاباتِ
طفولتِنا فوقَ الجدران
وأبوابِ الجيران
وشوارِعِنا والأسواق
سبحانَ الخالق
أعرفُ أنَّ جدائِلَها
بَلّلَها ماءُ الغَرّاف
وماءُ الزابِ
وماء الخابورِ
فطهَّرَها من دنَسِ المرتزقة
ولذلكَ عُلِّقْتُ بها
كتَعَلُّقِ عصفورٍ ينقرُ
رأسَ التمرِ البسرِ
بنخلتِنا
فعلامَ تلوموني ؟
د. محفوظ فرج المدلل