& يا منْ عبرْت المدى &
قلْ للّذي آثر الدّنْيا على الدّينِ
لطفًا بنا وبآهات المساكينِ
تمْشي على الأرْض في كبْرٍ وفي مرحٍ
وأنْت في الأصْل منْ ماءٍ ومنْ طينِ
تخْتال في ظلمات الجهْل مفْتخرا
تبْدي البطولة في صيْحات تنِّينِ
تسْتعْرض الجسد المفْتول منْ جشعٍ
والنّفْس تسْعى إلى قلْب الموازينِ
كأنّك الشّمْسُ في الآفاق شارقةٌ
والنّاس أضرحة في بحْر غسْلينِ
يا منْ عَبَرْتَ المدى في القهْر عنْ طمعٍ
طهّرْ جنونك منْ كيْد الشّياطينِ
واخْلعْ قناعك إنّ الدّهْر كاشفهُ
وكلّ نازلةٍ حتمًا ستُحْييني
عشْ للْتواضع واسْحبْ كلّ غطْرسةٍ
فنفْخة الكبْر منْ فعْل المجانينِ
في الغلّ قهْرٌ وفي الإحْسان مرْحمة
شتّان بيْن جفاف القلْب واللّينِ
يا أيّها الفارس المقهور منْ ألمٍ
جدّدْ حياتك في عزْمٍ وتحْصينِ
واصْنعْ لنفْسك مجْدا أنْت صاحبهُ
إنّ السّعادة بيْن النّون والشّينِ
سرّجْ حصانك إنّ القدْس غالية
وقلْ لكلّ الورى أصْلي فلسْطينِي
بقلمي : عماد فاضل(س . ح)
البلد : الجزائر