مستحاثات في رمال الفيافي
محمد حسام الدين دويدري
________________
كم رشقنا على التراب سهاما==وطمسنا على قلوب اليتامى
وجعلنا من المصالح درباً==وادّعينا أنّا نصوغ السلاماً
وصرخنا بكلّ عزمٍ وفخر:==نحن قوم ونستحق الوساما
نحن سادات من مشى فوق أرضٍ==وصلاحُ الشعوب فينا استقاما
ثم صرنا إلى اقتتال وقهر==وزعمنا بأنّ فينا "النشامى"
وهرعنا إلى الفساد نمنّي==شهوة الملك في جموح السُقامى
هكذا يصرخ ابن آدم تيها==إذ يرى قسوة النفوس لزاما
ويرى نفسه سليل عزم و مجدٍ==ويرى قومه العصاة عظاما
ناسياً أنه مثل كل البرايا==صاغه الله مضغة فعظاما
كلّ قوم يرون أن ثراهم==منبت العز للعطايا أداما
يا بني آدم كلكم من تراب==فعلامَ الفخر والتعالي علاما
ولماذا يباح للبعض قتلٌ==واستلاب يزيد فينا الخصاما
وتعالٍ على العباد وظلم==وتباه يصوغ فينا انقساما
وينمّي بكل أرض خلافاً==يشعل الحرب والمآسي انتقاما
لتصير الحياة ساحة شؤم==أو كما الغاب في صراع تدامى
والرحيمُ أرادها أرض علم==وتسام نعيش فيها كراما
في بناء يصونه طهر حبٍّ==بين عدل حصاده يتنامى
واحترام لكل نبض سليم==وحقوق تصون فينا الدواما
لا تعالٍ على الخلائق عسفاً==أو نزاع يزيد فينا الركاما
هي دنيا ونحن فيها حشود==نحصد الوهم بين ظلم تعامى
كم رسمنا على الشفاه الحكايا ==وكتبنا على الدروب الكلاما
فتلاشى مسيرنا في سراب==يجعل الصمت والتواري المقاما
في تراب نصير فيه رميماً==كما سمعنا عن الحشود القدامى
..........
١٤ / ١١ / ٢٠١٦