أسئلةٌ تَتَكَرَّر
—————
إلى الآنَ لستُ على بَيِّنة
ماالذي قد دعاني إلى حبِّها
هي أسئلةٌ تَتَكرّرُ
منذُ زمانٍ
لماذا تَعلَّقْتُ في الورد ؟
حتى تَتَبعتُ أحوالَ أكمامِهِ والعبيرَ
بكلِّ الفصولِ
وَوَثَّقتُ كيفَ
يحاورُ أسرابَ نحلٍ تزورَ كؤوسَه
روَيْتُ تَشوُّقُهُ للفراشاتِ
حينَ تمسُّ التويج
وماذا تحدِّثه
لماذا سُحِرتُ بفوزٍ ؟
كمثل ابنِ أحنف عباس
لمْ ألقَ في قاعةِ الدرسِِ
أغلى وأحلى سواها
على الرغمِ من أنَّ قاعتَنا تتزاحمُ
في فائقاتِ الجمالِ
لماذا تعلَّقَ قلبي في مندلي ؟
وبساتينِها
وهي ترسفُ في حزنِِها
ذبل النخل فيها
وماتت عراجينه
وتهاوى جنى البرتقال
لأن سدوداً قد احتَكَرَتْ
كلَّ ماءِ ( الگلال )
لماذا قد اشرِبَ حُبّي لشَحّات ؟
حتّى كأنّي وِلِدتُ بها
ألِأنِّي تَرَعْرَتُ
تحتَ ظِلالِ الصنوبرِ والرَّندِ ،
نُوّارِ لوزٍ جميل
كَطيبةِ سُكّانِها والتلاميذِ
في سوسةٍ
أم نسائمِها وعيونِ المياهِ
سماءً وأرضاً
لماذا عرفتُ جناناً بسرتٍ
وظلَّتْ تحاورُني في قصائدِها
حينَ عَمّان أهدتْ لها
(إعترافات عاشق أرض السواد)
(بوِسْطِ البَلَد)
لماذا من (اوبسالا ) مجنونةٌ
عَشِقتْ كلَّ حرفٍ كَتَبْتُ
وألقتْ عليكَ
بإذنِ رحيمِ مَحبَّتَها
لماذا استقرَّ المطافُ برحلتِكَ
الشاعريَّةِ في وهجٍ حَمَلَتْهُ إليكَ
براحةِ كفَّينِ نُوّارةٌ
ولم تكُ تسطيعُ كتمانَ عشقِكَ
رغمَ البعادِ الذي كانَ بينكما
تُواصِلُ شهراً وتقطعُ شهرين
يَفْتَرُّ شِعري مجازًا
على لمَسَاتِ الجمالِ
يصوِّرُ قَدّاً كما تَتَمايلُ نارنجةُ المنزلِ
ووجهاً أذا ابتسمتْ صدعَتْني
بفِتنتِها
خَبِرَتْ أنَّها في تفَنِّنها حينَ تهجرُ
تنهالُ أحرفيَ الظامئاتُ
تَروِّي مخارجَها من مناجاتِها
من جنوني بتشبيهها
حينَ اشتاقُها كجنوني
بتقافزِ سِربِ العصافيرِ تصدح
ساعةِ فجرِ بروضتنا
د. محفوظ فرج المدلل
اللوحة التشكيلية للفنان العراقي المبدع أنمار الحافظ Anmar Al-Hafuth