نظرت في المرآة
تراءى لها وجهها الشاحب
ذبلت عيناها الجميلتين
صارتا كزهرة ذاوية
تهدٌلت وجنتاها
رسمت عليهما السنون بقعا داكنة
أين تلك الحمرة التي كانت تعلوهما ؟
أين تلك الإبتسامة ؟
تاهت ملامحها وذوى أريجُها
سألت مرآتها :
هل هذه أنا؟
أين وجهي الباسم؟
أين نظرتي الثاقبة؟
لماذا شوٌهت صورتي أيٌتها المرآة ؟
لا ،لا هذه ليست أنا
إنٌهالا تشبهني
أنت تشوٌهين الحقائق
أنت تزٌيفين الواقع
هذا الوجه ليس لي
هل كبرت بسرعة ؟
هل قرب موعد الرحيل ؟
هل أفل نجمي ؟
هل استسلم للنهايات ؟
أشاحت بوجهها الخمري عن المرآة
لتعلن تمرٌدها وعدم ٱستسلامها
وهي تقول : تلك ليست أنا
أنا جميلة الجميلات
أنا القوية الواثقة
أنا الانثى الفاتنة الحارقة
ساتمرٌد على جميع المرايا
ساكسر جميع الزجاج
لأبقى كما اريد ان أكون
سابقى أنا "الأنا" الأعلى
أنا الصامدة في وجه الريح
أقاوم العواصف الهوجاء
وأعدو تحت الأنواء
سوف أحلق كالنسر فوق القمة الشماء
ساظلٌ أنا "أنا"
ساظل أنـــا
لطيفة حمدي تونس في 3ديسمبر 2024