فمتى تعود:
إنِّي بـبـُعدِكَ قـد أضعـتُ صوابي
مـنـذ ارتـحـالـكَ بـت كـالأغـراب
نـهرٌ من الآلام يـخـتـرق الحـشا
ويـصـبُّ في الأطراف والأعصاب
يا من رحـلتَ عن الديار مـهاجـرًا
قـلـبـي يـعـانـي فُـرقـةَ الأحـبـاب
نـاديـتُ والـلـيـلُ الـبـهـيـمُ يلفُّني
روحي تـكـابـد قــِلَّـةَ الأصــحــاب
لا زائرٌ يـأتـي فـيـؤنس وحـدتـي
والوَجْـد يطرق غـاضبـًا أبـوابـي
إنّـي بـشـوق ياحـبـيـبُ فـدلَّني
كيف الكرى والكربُ في أعقابي
أصبـحـتُ مـثـلَ سـفـينة ٍرُبّـَانُـهـا
مـتـحـيـرٌ يـشكـو مـن الأعـطـاب
أنـا بـانـتـظاركَ يـارفـيـق بـلهفـةٍ
فـالعـمـر في الدوران كـالـدولاب
لا شيءَ يُسعِد أو يـهـزُّ مشاعري
حتى احـتـفـاء الأهــل ِوالأنسـاب ِ
فـغـدوتُ كالطـفـل الصـغـيـر ِتـأثـرًا
أبـكـي بـدمـع ٍغـاص في الأثـواب
في القلب آهاتٌ تـؤرِّقُ مـضجعي
والـروحُ في شــوق ٍإلى الـغُـيَّـاب
سـأظـلُّ أنـتـظـر الإيـابَ بـلـهـفـة ٍ
عـلِّي أراكَ تــدقُّ فـوقَ الـبـاب
طال الزمـانُ وأنـتَ عـنِّي مُـبـعـدٌ
فـمـتـى تـعـود لــديــرة الأحـبـاب
بقلمي لمياء فرعون
سورية-دمشق