اللِّقَاءُ المُنْتَظَرُ ..
بقلم الشاعر أحمد نصر
رَسُولَ اللَّهِ أَرَّقَنِي الحَنِينُ
بِذِكْرِكَ يَا حَبِيبِي أَسْتَعِينُ
فَأَنْتَ شِفَاؤُنَا مِنْ كُلِّ دَاءٍ
يَصِّحُ بِكَ العَجُوزُ كَذَا الجَنِينُ
أَتَيتَ فَكُنتَ لِلدُّنْيَا إمَامَاً
بِهَدْيِكَ كُلُّ جُلْمُودٍ يَلِينُ
وَأَخْرَجْتَ الخَلَائِقَ مِنْ ظَلَامٍ
إلَى نُورٍ بِهِ نَهْجٌ وَدِينُ
نَبَذْتَ الشَّرَّ وَاسْتَأْصَلْتَ ظُلْمَاً
فَعَمَّ الخَيرُ والحَقُّ المُبِينُ
نَزَعْتَ الوَهْمَ مِنْ قَلْبِ الحَيَارَى
فَزَالَ الشَّكُّ وَانْتَشَرَ اليَقِينُ
فَأَنْتَ الرَّحْمَةُ المُهْدَاةُ حَقَّاً
لِمِثْلِكَ كُلُّ مَخْلُوقٍ مَدِينُ
وَلَكِنِّي لِمَا صِرْنَا إلَيهِ
غَدَوتُ مُحَطَّمَاً إنِّي حَزِينُ
فَكَيفَ لِأُمَّةِ الإسْلَامِ تَأْتِي
بِأَفْعَالٍ لَهَا يَنْدَى الجَبِينُ ؟
تَرَاجَعَ كُلُّ ذِي خُلُقٍ وَدِينٍ
وَغَابَ الوَعْيُ والفِكْرُ الرَّصِينُ
فَنَحْنُ الآنَ فِي زَمَنِ التَّرَدِّي
وَزَادَ الغَثُّ وَانْقَطَعَ السَّمِينُ
فَعُذْرَاً يَا رَسُولَ اللَّهِ عُذْرَاً
أَرَاذِلُنَا بِهَدْيِكَ تَسْتَهِينُ
لَقَدْ أَسْمَعْتَ فِي بَدْرٍ مَوَاتَاً
وَأَمَّا الآنَ مَنْ يَحْيَا دَفِينُ
غَدَا الإنْسَانُ لِلشَّهَوَاتِ عَبْدَاً
كَأَنَّ المَرْءَ فِي الدُّنْيَا سَجِينُ
فَصِرْنَا فِي هَوَانٍ وَانْكِسَارٍ
وَشَاعَ الهَمُّ وَاحْتَدَمَ الأَنِينُ
أَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا غَرِيبٌ
فَأَينَ العَهْدُ والحَبْلُ المَتِينُ ؟
رَسُولَ اللَّهِ إنِّي فِي اشْتِيَاقٍ
إلَيكَ فَكَمْ بِنُورِكَ أَسْتَبِينُ !
فَهَلْ رُؤْيَا بِهَا أَلْقَاكَ يَومَاً ؟
وَلَو مِنْ بَعْدِهَا قُطِعَ الوَتِينُ
#الشاعر_أحمد_نصر