الأحد، 30 يونيو 2024

الزواج المبكر في المجتمعات العربية للأديبة نادية التومي

 الزواج المبكر في المجتمعات العربية 


ان الزواج في مفهومه العام هو تكوين أسرة مستقلة عن العائلة، التى  عاش فيها الفرد منذ ولادته ويكون الزواج خاصة في المجتمع العربي عبر عقد شراكة بين رجل وامرأة وهو ما يسمى بعقد القران، وهو رباط يلزم الطرفين المتعاقدين مدى الحياة.


ان العلاقة بين الزوجين تقوم على المودة و التفاهم والاحترام المتبادل والالتزام والمسؤولية في تسير وتدبير شؤون العائلة المادية والمعنوية. 


فالزوج والزوجة هما المسؤولان عن ديمومية هذه العلاقة الزوجية المشتركة، يجتهدان على استقرار العائلة في كنف السعادة.


الحياة الزوجية ليست عالم تسبح فيه في الخيال لان الكثيرين من الاشخاص عند التقدم للزواج يظنون ان الرومنسية تحقق لهم الرفاهية في متطلباتهم الغير واقعية بل هناك من يظن انه بالزواج سيحقق احلاما كثيرة منها الهروب من واقعه المعيشي في بيت والديه خاصة اذ كان يعيش الخصاصة.


في اي علاقة وجود الرومنسية بين الطرفين وجوبي لان للرجل والمرأة احاسيس جياشة وطبيعة لاشباع العاطفة والغريزة الانسانية لدى البشر  ولكن في المقابل أيضا يجب وجود التفاهم والود والمودة والرعاية والاهتمام بين الطرفين وكذلك الحب بدون حساب او افكار مسبقة ذات مصلحة شخصية، لذلك نجد بعض العائلات تحاول تزويج ابنائها بدون تفكير المهم ان يرتاحوا من عبأ مصاريفهم.


وهناك العديد من الزيجات الغير صحيحة ومنها الزواج المبكر عند القصر فرغم التقدم الفكري والحضاري في البلدان العربية الا أننا نلاحظ في بعض المجتمعات العربية العائلات يزوجون ابنائهم مبكرا، فمازال الفكر ان الفتاة عندما تتجاوز سن العشرين فهي تصبح عانس، بالمقابل نرى بعض المجتمعات خاصة في المدن المتمدنة اصبحت الفتاة المتعلمة تتزوج في غير سن متقدم جدا، كما في الارياف لانها مازالت تطمح لتحصيل شهادات عليا وتسلق مناصب ومراتب في سلم العمل في دولتها، و ان الزواج سيعطلها على تحقيق احلامها.


يعد الزواج المبكر هو انتهاك لحقوق الانسان والمرأة خاصة فرغم او هناك قوانين وضوابط في بعض الدول تلزم الافراد والعائلات لعدم تزويج اولادهم في سن غير قانوني لانها تبقى مجرد قوانين على الورق، وان انتشار مثل هذه الممارسات يعد غير قانوني، و غير اخلاقي تجاه اي طرف متزوج لانه انتزع منه حق الاختيار والخيار وتقرير المصير وهذا يعد اخلالا في المجتمع لانه لا يتركز على حق المساواة بين الجنسين.


نرى ان الفتاة هي اكثر عرضة لقمع حقها في اختيار زوجها ومتى تتزوج في جل الزيجات تكون في سن بين الطفولة وبين المراهقة وهذا السن من المفروض ان الشخص هو مازال في فترة النمو الجسماني اولا ثم تكوين الشخصية وخاصة الجانب النفسي، فهو من المفروض ان يجد الحيطة من أفراد اسرته لتوجيهه وصقل شخصيته، ففي سن المراهقة يكون الفرد متذبذب وحتى قوامه الجسدي لم يكتمل فعليا بعد، رغم ان تكاوين جسده اكتملت ظاهريا،  ليظن الرائي انه كبير في العمر ولكن في الحقيقة مازال لم يكتمل في يولوجيا بعد، حتى ان هناك بعض الفتيات تتأخر عندهن العادة الشهرية فكيف لتلك الفتاة ان تتزوج وتقوم بممارسة العلاقة الزوجية الحميمية وممكن تنجب بعد ذلك فهي نفسها تعتبر مازالت صغيرة لتقوم بذلك.


يمكن بعض العقول الرجعية للعائلات، خاصة التى لم  تعلم اولادها خاصة في الارياف بالخصوص تظن ان الزواج  للفتاة  سترة لها، بذلك تضمن لها مستقبلها بتزويجها وفي كل الحالات يكون الزوج مسن وممكن ارمل او مطلق همه الوحيد هو ان يتزوج بفتاة وبنت بنوت وتكون "قطة مغمضة" حسب تعبيره وانه سيقوم "بتربيتها على يديه"، اما في المجتمع المتحضر في المدن الكبرى ان الفتاة تكون متعلمة مختلفة نوعا ما،  عائلتها ترشدها و تعلمها، تجعلها تعتمد على استقلاليتها في اختيار مصيرها وقرار زواجها.


من اجل يكون المجتمع سوي يجب تمكين المراهقين وخصوصا المراهقات من دعم للتعليم، او التكوين المهني ويجب ان يكون هناك تواصل بين الأفراد عن طريق الحوار المجتمعي بحضور اجتماعات ودروس تثقفية لترشيد الفتيات لتحسين الاندماج بالمجتمع وتحقيق اهدافها كشخص فعال، كذلك يجب بعث حملات اعلامية عبر التلفزيون او الراديو خاصة في المجتمعات الريفية التى تفتقر لوجود اليات حديثة  كمواقع التواصال الاجتماعي على سبيل المثال لا الحصر :الفيسبوك.


ايضا على الدول  ان تضع مخططات على النطاق الوطني لارشاد الشباب في كيفية التحضير للزواج والقوانين المرعية الاجراء حسب كل دولة والتى ايضا تقتضيه التشريعات الدينية.


فجل الفتيات التى ترغم على الزواج المبكر، تحرم من حقها في التعليم الى جانب تكون عرضة للامراض المنقولة جنسيا وممكن ايضا لصغر سنها، يكون الزوج اكبر منها سنا وبنية، قد يكون غير متزن جنسيا، يستعمل معها العنف في العلاقة الجنسية حتى انها تتعرض لاصابات بليغة كنزيف وفي بعض الاحيان قد تفارق الحياة وهذا يترك اذى نفسي وجسدي عند الفتاة الذي يصعب مدواته لسنوات لانها تشعر في تلك اللحظة  اولا لم تختار زواجها وكذلك كانها تعرضت للاغتصاب، لانها تعتبر مازالت صغيرة عن القيام بتلك العلاقة الغرائزية.


فالزواج المبكر عديد من السلبيات واهمها عدم نضج الطرفين الذي يمكنهم من تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية والتى ترهق عاتقهم وتؤدي إلى صراع داخلي و مع الزوج، وخصومات كثيرة بينهما لان طريق التفاهم والتوافق وهما اهم العنصر في العلاقة فيكون الطلاق هو النتيجة، هناك العديد من الرجال عندما يقوم ابائهم بتزويجهم مبكرا، يعتبر نفسه حرم من التمتع بفترة العزوبية وانه كان ملزما لزواج بفتاة لم يحبها قط وممكن انه لم يراها الا في ليلة الدخلة، ويشعر ايضا انه غير مستعد لتحمل مسؤولية بيت وزوجة وممكن بعد ذلك ابناء فيختار العزلة وممكن النفور من الزوجة واختيار السهر خارج البيت وممكن شرب الخمر والمخدرات والقمار والزنا لانه يجد هناك متنفس اخر اختاره مجبرا ولكنه يعبر فيه عن حريته في الاختيار.


يجب على السلطات في اي دولة تشكو من ظاهرة الزواج المبكر ان تدرس هذه الظاهرة بتمعن وان تجد حلول جذرية كفيلة لتخرج الدولة من مشاكل كثيرة مثل الطلاق، بسبب العنف في العلاقة الزوجية و عدم التوافق الفكري مما يعرض احد الطرفين للقتل في بعض الاحيان.


بقلم نادية التومي 


قصة مصاحبة للمقال 


زواج ليلى المبكر 


كانت الغيوم السوداء تبلد السماء، ليل سرمدي، ظلام دامس، يسوده صمت رهيب، رعد ورياح تعصف بالمكان، وقع اقدام وطرق قوي على الباب في ساعة متأخرة من الليل، يا ترى من يكون الطارق هل هو صديق ام عدو او عابر سبيل؟؟؟ اسئلة كثيرة تحوم في فكر ليلى وهي كانت تنعم بسبات عميق بعد تعب يوم كامل في العمل خارج البيت وداخله آلت للفراش مبكرة على غير عادتها فزوجها لم يعد بعد للبيت كعادته فبعد العمل يذهب مباشرة للمسامرة مع أصحاب السوء وينسى إنه ترك مسؤوليات ورائه وبين وزوجة في كفالته، كانت في اول ايام زواجها كثيرة الخصومات معه على صنيعه كان رده دائما انه لم يتزوجها عنحب وانه ارضاء لوالده الذي كان صديق لوالدها وانه يكره رؤيتها وكان يتمنى ان يتزوج بصديقة له في العمل، كانت عندما توجه له التانيب على قوله يزيد من حدته في التعامل معها حتى يصل به الامر في بعض الحالات وهو في حالة سكر بشتمها وسبها وضربها، كانت تحمل حالها وتطهب الى بيت والدها ظنا منها ستجد صدر الحنون والابواب مفتوحة تجد زوجة الاب بالمرصاد وهي التى جعلت والدها يزوج ابنته من أبن صديقه عنوة لترتاح من وجودها معها بالبيت ليخلوا لها الجو لتسيطر على والدها ولتقدر يكتب لها كل الميراث باسمها حارمة بذلك ليلى من حقها الشرعي في ثروة ابيها، طبعا الأب يأنب ابنته ويرجعها عنوة الى بيت زوجها ويتهمها انها لم تصبر على زوجها ولم تعرف كيف تتصرف معه، يتنسى حتى ولو كانت هي على غير حق فهي لم تتلقى اي توجيهات من والدتها فأمها تركتها وهي صغيرة جدا وتزوجت من جديد ورحلت الى بلدة أخرى بعيدة على ابنتها، وجدت ليلى نفسها بين احضان زوجة اب لا تعرف الرحمة تكبدت منها العناء والحرمان من عطف الام والاب في نفس الوقت الذي لم يكن هذا الأخير يهتم بابنته فاهتمامه كله للعروس الجديدة التى اعجب بصغرها وبجمالها التى اغرته به، ذلك الشعور ترك ليلى القبول بالزواج بعدنان رغم صغري سنها عندما الزمها والدها به لان لا خيار عندها ولا بديل للهروب من بيت زوجة الاب المتسلطة كما ظنت انها ستجد الجنة في بيت عدنان.


عدنان بدوره لم يكن راضي على الزيجة ولكن قبر ارضاء لوالده طريح الفراش بمرض عضال، لذلك خير ان لا يكون هناك رابط  قوي بينه وبين ليلى غير عقد الزواج، تواصل الحياة الزوجية ببرودة بينهما ظنا منهما انهم سيتعودون ولكن الروتين كان قاتل، فعدنان أصبح يسهر خارج البيت مع أصحاب السوء بين معاقرة الكأس والقمار ومعاشرة النساء ليلبي حاجته الشهونية، انا ليلى تبقى طول ليلها أنتظر رجوعه لتحضر له عشائه فتجد منه الا الجفاء وعدم الإعتناء ولا الاكتراث شيء فشبء هي نفسها بدأت تتعود عن تلك الطريقة في الحياة ولم تعد تهتم لرجوعه ان كان مبكرا او متأخرا، ولكن هذه الليلة تعجبني من طرق الباب بتلك العجرفية هي غير متعودة ان يأتي احد في تلك الساعة وليس لها علاقات مع الجيران فمن يكون الطارق المجهول؟؟؟!


ذهبت مسرعة للباب ورجليها ترتجفان من وقع الطرق على الباب صوتها كان يرتجف من الخوف وهي تسأل من الطارق، لم يجبها احد، عاودت السؤال، كان هناك زفير وصوت يلهف كأنه في سباق للركض، فتحت الباب واذا بزوجها ممدود على عاتبة الباب وهو يتعرق ويرتجف وفوق ملابسه دماء، ارتعدت من المشهد الذي كان عليه زوجها لاول مرة منذ زواجهم شاهدته في تلك الحالة، ذعرت من ذلك المنظر ادخلت زوجها للصالون بصعوبة لانه لم يكن قادر على الوقوف، كانت تجره جرا حتى وضعته على الأريكة، كان عدنان في حالة يرثى له لم يقدر حتى بنطق جميلة مفيدة عندما سألته ليلى لماذا هو في هذه الحالة، حملت حقيبة الاسعافات الاولية لتضمد جروحه فهي كانت ممرضة بمستوصف الحي ولها دراية كبيرة بتضميد الجروح، كلما نظفت جرح بالمعقم كان عدنان يتألم بشدة، اعطته جرعة من الادوية المسكنة للالم، نزعت ثيابه المتسخة بالدماء والغبار، غطته باللحاف وجليت بجانبه طيبة الليل تراقبه وتقيس له حرارته كل ساعة، لم تتركه ولا لحظة ولم يغمض لها جفن عين حتى الصباح، في ساعة مبكرة أخذت صناعة تلفون وطلبت من عملنا اجازة مفتوحة لان زوجها مريض، كانت تتجول في البيت بدون ان تقوم بحركات مزعجة للا يستيقظ زوجها لانه لم ينعم ليلة كاملة بنوم مريح من شدة الالام. 


تمر ثلاثة ايام بليالها وهي تهتم بزوجها طريح الفراش لم تسأله مرة اخرى عن حيثيات تلك الليلة وما اوصله لتلك الحالة لانها تعودت منه عدم المبلالات، كان عدنان يستيقظ من حين لاخر اما ليذهب الحمام او يأكل قليلا او لتضميد جروحه وأخذ جرعة من الدواء ثم يعاود النوم، كان يراقب زوجته في صمت بدون انيشعرها بذلك، كان متعجب بما تقدمه له من خدمات رغم معاملته السيئة لها، بدأت شيء فشيء نظرته لها تتغير من يوم لاخر يرى زوجته بنظرة معجب نالت اعجابه مرأة لاول مرة في حياته، لم يكن يتصور للحظه ان زوجته لها جمال رباني لم يخلق مثله ولم يلاحظ منذ زواجه الأخلاق التى تتمتع بها ليلى لانه كان من الأصل رافض الزيجة التى فرضت عليه. بدأ الاعجاب والحب يجب في اعماقه، وفي ليلة من الليالي وهو جالس امام التلفاز طلب من ليلى ان تأتيه بالشاي وتجالسه ليشاهدوا معا التلفزيون تعجبت من طلبه في لم تتعود على ذلك معه، جالسته تجاذبوا الحديث مطولا معا كانت سهرة ممتعة، ضحكوا على الفيلم ثم لاول مرة في حياتها الزوجية لم تكن هناك برودة في العلاقة بل مودة، ارتؤا الى الفراش مثل اي زوجين بعد فتور دام لسنوات، لاول مرة في حياتهما شعروا باحساس الاستقرار في الحياة الزوجية، روى عدنان بعد مدة ما حصل له تلك الليلة وانه تعرض الغدر من اصدقائه الذين سرقوا ماله بعد ادخاله في حالة سكر كبير ولما اراد استرجاعه منهم انهالوا عليه بالضرب. تعلم اليوم قيمة العلاقات الإنسانية والصداقة وانه لا يجب الحكم الاشياء بدون تجربة، كذلك اعترف انه كان يجعل شخصية ليلى ووعدها انه مستقبلا سيكون لها الإحترام وانه سيبحث لها عن دروس في التكوين في مهنة الخياطة والتطريز اولا لتملئ وقتها ولا تقلق يوما كامل في البيت وهو في عمله وايضا ليكون لها دخل شخصي، وسيحاول جاهدا ان يعوضها عن تلك الايام التى كانت الحياة غير مستقرة بينهما، سيترك لها المجال في ان يكون لها رأي في كل شؤون البيت، فرحت ليلى لقرارت زوجها ولتغير معاملته معها وزاد حبها اليه اكثر وحاولت ان تذيب ذلك الجليد الذي بينهما وان تقترب منه اكثر فاكثر.


بقلم نادية التومي

بايعتها على الحب والسكنى للشاعر أحمد سالم

 [[ بايعتُها على الحُبِّ والسُّكْنى ]] ..


أتِلْكَ  أنْتِ سَقَطتِ  بَيْنَ مُفْتَرَقِ 

أمْ أنَّكِ سَئِمْتِ مِن لَوْعَةِ الفَرَقِ


أمْ أنَّكِ .. بَيْنَ   الضُّلُوعِ     خَوافِقٌ

نَحيبُ لَفْظٍ عَلى أنفاسِهِ الرَّمَقِ

 

يُجَاهِرُنِي .. صَوتُ البُّكاءِ  كَأنَّهُ

لّظًّا تَداعَى على مَأتَمِ الحُرَقِ


فَسَبَيْتُ الفُّؤآدَ في الصَّمِيْمِ لَعَلَّهَا

تُخْلِي سَبِيْلِي باِلإفْراجِ والعَتَقِ


ولَكِنَّها ألْقَتْ عليَّ مِنَ التَّعْوِيْذِ بِسِحْرٍ

أعادَ إلِيَّ أصُولُ الفَقْدِ على وَرَقِي


حَوْراءُ العُيُونِ فِي لِحَاظِهَا خَدَرٌ

ويَكْسُو فِي مُوْقِهَا المَاءُ بِالزَّرَقِ


حَمراءُ الخُدُودِ كَزَهْرَةٍ حَبِلَتْ ..

أتاهَا المَخَاضُ فِي دُجَّةِ الغَسَقِ


وَرْقاءُ أنْفٍ على العَظْمِ ركائِبُها

كَغِمْدٍ على شِفَارِه النَّصْلُ مُتَّسِقِ


شَهباءُ شَعْرٍ كَغَيْهَبِ الليلِ دُجَانٌ

غَزِيْرٌ  على ضِفَافِهِ الحُسْنُ مُنْدَفِقِ


هَيفاءُ خَصرٍ دَقِيْقٍ كَحَبْلِ الرَّشَا

مُجَوَّفِ  الضِّيْقِ  .. واسِعُ  العُنُقِ


لُجَيْنَةُ الأقْدَامِ حُمْرَةُ الأكْعابِ كَأنَّهَا

خِضَابٌ  على نَعْتِهِ الوَصْفُ مُتَّفِقِ


فَحَتَّى وإنْ طَالَ أوْ قَصُرَ التَّنَائِي

فَلا زِلْتِ بِقَلْبِي حَبِيْبي ومُعْتَنَقِ


ولا زَالَتْ أنْفَاسُكِ على الثَّغْرِ أمْذَقُها

كَعِطْرٍ يَفُوْحُ على رَيِّهِ العَبَقِ


حِيْنَمَا .. تَمَازَجَ  الحُضْنُ  بِوَجْدٍ

وبَاتَ الغَرامُ فِي الوِجْدَانِ مُنْطَرِقِ


وأضْحَى .. نَبِيْذُ  الدَّمْعِ  بِكَأسِي

ثَمِلًا يُسِيْلُ النَّزْفُ على زَهَقِي


فَهَذِي  بُيُوْتِي  بِمِثلِ  مَا كَانَت

تَنامُ  على  خِدْرِ  صَوْتُكِ المُخْتَنِقِ


فَهيا  أعِيْدِي  إِلَيَّ  الصَّبَّ وإِلَّا 

خَلَعْتُ ( بَيْعَةَ الحُبِّ ) مِنْ  عُنُقِي


بقلمي المتواضع / أحمد سالم

عش الغرام للشاعر أحمد إبراهيم الجيار

 عُش الغرام

يا سائلاعني وعن أشجاني

إني غَرِقْتُ هناكَ في الأحزانِ

ضاع الهوي وتيبست أفناني

لما خليلي تعالي بل ونساني

يازائراً عُش الغرام  الفاني

رفقاً بقلبٍ قتله ذا الجاني

قد كان ينعمُ في ربض الجِنانِ

حتي رماه الهجرُ  بالحرمانِ

لو كنت أعلمُ أن قلبكَ من حجر

ما وهبتُ عمري لحبيبٍ قد غدر

******************

تلكَ الديارُ زرعناها  أماني

وعزفنا فيها أجمل الألحانِ

*****************جاءَ الخرابُ يصيحُ في البنيانِ

فإذا الودادُ يضيعُ في الخذلانِ

شعري هناكَ يطوفُ بالأركانِ

مازال يبكي أسعدَ الأزمانِ

احمد ابراهيم الجيار مصر بورسعيد

 * * * * * * * * * * * * * *

ستعانقك لهفاتي للشاعر عيسى نجيب حداد

 ستعانقك لهفاتي


تسارقك النظرات

فيعانق قلبي وجودك

بين فواصل الذكرى بهمس

ويعاند اجتذاب البعد ليقتربك

بين الهذيان والحقيقة غمضة عين

تطرح بستان الزهور ليفوح عبقه للجوانب

عين ترمش حضورك بين الروح والخيال لمسات

يا فاتنة خواطري احضري بكل اللحظات عروس

تهامس رقة الحسن كالحسون على اغصان وردي

كوني بهية الطلة كفنجان قهوتي للصباح بانغامه

على مسارب دربي تواجدي لتزفي الحنين لقلبي

دعي روحك ترقص الاه كلما اشرقت شمس حبي

بين حنايا الاضلع يخفق البوح عشقنا العذري هنا

ان مواليد المسكونة يزفون ميلاد هذا العرس لنا

ليمسي المدون على جداول السهر حيث الاحلام

لتكبر في فوهة التفكير بشجون لا يخالطه غياب

مرهون هذا الغزل بسعادة الامتلاك لسعادة عشق

حين ينمو باعشاش الروح المسافرة على الاطلال

فيا هواي الماكث بالاعماق لدواخلي ها هنا ذكراك

حيث تكبر الاحلام الوردية تدب بالضاد الاعجاب

فتثور الكلمات ببركان العواطف الجياشة للسكون

على مرامي من حضورك المستمر سيساهرنا البدر

ويراقص نجوم الليالي لتكبر الاختلاجات بالغفوة

هناك تجود الاقدار بالبوح لتغازل الاسفار بالهمس

فتشرق شمس الذكرى لتغزل اثواب اللهفات تمرد


                             المفكر العربي

                         عيسى نجيب حداد

                    موسوعة نورمنيات العشق

سلام الحب للشاعر محمد حبيب

 من أفضل النعم على الإنسان هي نعمة السلام والامن والأمان نسأل الله تبارك وتعالى أن يعم السلام على جميع الناس ويمحق الظالمين ومن يريدون تمزيق الشعوب وتشريدهم وخصوصا أهلنا في غَزّةَ الصامدة.


القصيدة من الشعر العمودي الموزون والمقفى من البحر الوافر


          سَلامُ الحُبِّ

      - - - - - - - - -


سَلامُ الحُبِّ من قَلبي سَلامُ

عَلى الدُّنيا مَتى حَلَّ السَّلامُ


مَتى هذا الأمانُ وهلْ سَيأتي

لنا   فَجرٌ   وينزاحُ  الظَّلامُ


جَميلٌ أنْ يَسودَ الودُ فينا

ويُعتَزَلُ التَّباغُضُ والخِصامُ 


بِلا خوفٍ يعيشُ المرءُ دومًا

ولا  رُعبٍ  إذا  عَمَّ  الوئامُ


إذا قُمنا لرفضِ الظُّلمِ حتمًا

يعودُ  العزُّ  فورًا   والنِّظامُ


فَما احلى سلامًا في ربوعٍ

على رُغمِ العِدا  صَرحٌ يُقامُ


لقدْ بلغَ العُلى منْ كانَ يسعى

وإنَّ الظُّلمَ يُجليهُ الحُسامُ


فما نُشِرَ السَّلامُ بغيرِ عَزمٍ

ومَا حَمَلَ الإبا إلَّا  العظامُ


بقلم الشاعر

محمد حبيب

اسطنبول

٣٠ حزيران ٢٠٢٤

صمت من أجل النسيان للشاعر هيثم الزهاوي

 - ( صمت من أجل النسيان )

بعد رحيلك 

كم من ليلة مرّت بي 

كنت أتعثر بها بعبث الصمت  ...

و أغرق بعبراتي على لهفة اللقاء  ..

والليل يا صديقي... صمته

جائع أبداً ... 

لكنه لا يعترف بالنسيان ... 

لا يشبعه الا اللقاء

حسناً ... حسناً 

سأرتدي الصمت من أجلك مرة أخرى

أنازع فيه الحسرة

تحت ظلِ سؤال ... جوابه

نعم أنا أحبك فمتى تعود

آه لو تعلم 

كم زخة مطر تمنيت أن تشاركني بها 

وكم من أفياء ودت لو كنا  

نستضل بها معا

يا سيدي   ...

مفضوح وهجي أنا   ...

حين المح بريق عينيك  ..

هواجسي معك تبقى صاحية ولا تنام  ..

ألوذ بحزني ... هائماً ... منكسرً... تعباً ... مضطربأ

أفتش عنك بملامحي الحزينة

ليتني الاقي روحك

كي أحتضنها و أبكي

وفي غيابك  

جلست اخيط دقائق الوقت 

بخيوط من الحنين 

ليكتمل به ثوب انتظارك

‏خلف أبواب الغياب 

تحتضن الصور

وتكتب الرسائِل

وقلوب ترتدِي وشاح الصبر

تبكي بحسرة ... تنتظر الوصال

مثقبة روحي كالغربال

وكل ثقب فيها يحكي 

الف حكاية وحكاية


هيثم الزهاوي

مابك ؟ للشاعر حميد النكادي

 ما بك؟

بقلم:حميد النكادي.


ما بك 

ماذا دهاك 

أيها الانسان ؟

لم تصنع 

بيديك 

شتى الأحزان ؟

بالنار والحديد 

تغير وجه المكان 

تنزع أشجار 

الزيتون والرمان 

وتخنق الطير 

وحمام السلام 

بأعمدة من دخان 

ما ذا دهاك 

أيها الطين 

أم غلب 

عليك العصيان 

وجردك الشيطان 

من صفة الانسان

فأصبحت من 

فصيلة الحيوان 

لا تميز بين 

الشر والاحسان 

همك الوحيد 

ان تنفث 

سمك القاتل

تماما كالثعبان...

فرنسا 30يونيو 2024.

عطش أنا للشاعر هيثم الزهاوي

 عطش انا 

وفي شفتيك

 بحيرة

 من ماء رقراق

صافية

 كلون عينيك

بردان انا

وضمة منك

تمنحني الدفء

لاني اعلم

انك تخبئين 

تحت عبائتك

ملايين من الشموس

غريب انا

وانتِ وطني

وكل دساتير حياتي

انا اطلب اللجوء الانساني اليك

فامنحيني 

واعطيني 

وهبي لي

مايعجز ان يعطيني اياه الاخرون

كل الاخرين

امنحيني املا

اعيش به وله

او ارحلي

لاستسلم للموت

واموت


بقلمي...هيثم الزهاوي

روعة الجمال للشاعر فؤاد زاديكي

 رَوعةُ الجَمالِ


الشّاعر السّوري فؤاد زاديكى


اللهُ ما هذا الجمالُ، المُنتَقى مِنْ رائِعِ؟


أيقُونةٌ للسّحرِ بالمَجمُوعِ عندَ الجَامِعِ


في فَيئِهِ، و القُربِ مِنْ دُنيَاهُ عِشْقُ الطَّامِعِ


أوصافُهُ بانَتْ, لِتُغرِي كُلَّ سَمْعٍ سَامِعِ


لا نَقْصَ، لا عَيبًا بِحَالٍ، في جَلالِ الخَاشِعِ


مِنْ روحِهِ عَطْفٌ، و أعطافٌ بِلِينٍ مَاتِعِ


هَذِي و غَيرٌ مِنْ صِفَاتٍ بانطِلاقٍ بَارِعِ


يَا مَنْ مَنَحْتَ الحُسْنَ هذا الكَمَّ، عندَ الطّالِعِ


أكْمِلْ جَمِيلًا, حافِظًا إيّاهُ, حِفْظَ الوَارِعِ


أعطَيتَهُ الرّوحَ, التي جادَتْ بِكُلٍّ نَافِعِ.


ألمانيا في 29 حزيران ٢٤

حان المسير للدكتورة نوال علي حمود

 🌠حان المسير 

      د . نوالُ حَمود

هات يَدَك أخِيّة

فَالدرْب طَوِيلٌ

أَنَا وَأَنْت قِسْمَةُ؛

نَتَقَاسَمُ الْأَيام

تِلْو

الْمسير


هِي الْحَيَاةُ نَحيَاها

مَعَا"

رُوح وَاحِدَة فِي

جَسَدَيْنِ

أَحْمِيك مِنْ غَدْرٍ

حَاقَ بِالْحَيَاةِ

وَعَلَيْنَا يُورِفُ

اِلْغَد


أَكوْن فِي ظهْرِك

السَّنَدَ

وَقُبةً تَحْمِيك

لِلْأبَد؛

وَصِية أَبِي

وَأُمي وَحِضْنٌ

كَانَ ضمنَا


هِيتَ لَك

ماساق نُور

الْفِكْر

يُضِيءُ الطرِيق

وَيَبْنِي


خَلَقَنَا ربّ كَرِيم؛

تَعَالَيْ

نُحَلقُ كَالْطيْرِ، نَهْتَدِي

السبيل 

يرزقنا وَيَحْمِينَا

فَتَتَحد أَمَانِينا

وَلِلْغَدِ نَرْجُو

الْخَيْرَ

الْكَثِيرَ


غَرِدَي أَخيتي وَرَتَلِي

يُحَلقُ حَرْفُك

بِالشكْرِ

وَأَكْثَر


يعَبقُ بِالْخَيْرِ

وَ يتندر

يُوسَمُ الْقَلْبُ بِمَنْ

تَجَبر

وللانسانية

يَتَنَكرُ

يَقُص الْأَمَانِي

حكايا أَمَل.

عشتااار سوريااا

بقلمي د.نوال علي حمّود

خاطرة / فكربة بن عيسى

 وحدثنى البحر وهو غاضب متلاطم الامواج بفيض من المشاعر المحتدة

وعبر موجه الهادر هذا

طرحت سنوات عمرك على شاطئ الذكريات لتتخلل موجات الحنين اقدام حافية مبللة تحمل ذرات رمل الأحلام

 تردد صدى براءة أطفال وخوف من المجهول

هجوم الامواج بارتفاع كأنها نعوش دفنت بها احلام الصبايا 

تسير العيون على سطح البحر تبحث عن نهاية المطاف مع رياح شديدة رعناء استولت على مقالد الأمور

تلك هي سفينة الوقت لمعبر الحياة 

فكريه بن عيسى

تنفس بذكر الله للشاعر عماد فاضل

 & تنفّس بذكْر اللّه &


تنفّسْ بذكْر اللّه فاللّه باصرُ

وعرّجْ إلى ربٍّ إليه المصائرُ

يموت بموْت القلْب ودٌّ ورحْمةٌ

وتعْمى إذا غاب الضّمير البصائرُ

يلومون سوء الحظّ والدّهْر عنوةً 

ولا الحظّ خوّانٌ ولا الدّهْر جائرُ

فبالجدً والإتقان تُرْفعُ هامة

وبالمثل العليا تطيب السّرائرُ

وبالعزْم والإصْرار  نسْمو ونرْتقي

وتحْيا بصحْوٍ في الضّمير المشاعرُ

على سنّة المخْتار تصْفو دروبنا

وتُفْتحُ في بحْر الحياة المعابرُ

فيا منْ ملأْت القلْب فينا بحكْمة

وأنْزلْت قرآنا رتّلتْه الحناجرُ

وأحْييْت بالإسْلام منْ كان ميّتا

وطهّرْت نفْسا لوّثتْها الكبائرُ

لك الشّكْر والتّحْميدُ في كلّ شهْقةٍ

وفي كلّ أنْفاسي لك القلْب ذاكرُ


بقلمي : عماد فاضل(س . ح)

البلد : الجزائر

توأم الروح للشاعر علي الفشني

 #توأم_الروح

ــــــــــــــــــــــــــــــ علي الفشني 

قالت له:

ـ أحبك رغم أنفي

أحبك وان لقيت حتفي

وان كنت صفر اليدين

فحبك وحده يكفي

قلبك هو قلبي

نبضه نبضي

أنا نصفك وأنت نصفي

ينعتوك ..

وكل ما فيك من نعتٍ

هو في الأصل وصفي

توأم الروح أنت

وروحي فيك انت

وانت بلسم انت

للسقام يشفي

لا تستبد بقولك البعد

هيهات .. هيهات

ألا رحمت ضعفي

قال لها:

ـ أحبك .. وحبك بالوريد يسري

وظلك لا يفارق طرفي

يضمنا قلبٌ

وما كان لي من قلبين في جوفي

نفضي الحزن عنك

وانزعِ بالوصل خوفي

ألا واعلمي أنكِ

كل المفردات في حرفي

وأنا وان عانقت النجم هامتي

فذلك لأنكِ من خلفي

عنقاء اليأس للشاعر نعمه العزاوي

 عَنقاءُ البَأسِ. 

انفُضْ رَمادَ الحِقدِ والعُسرِ

والْبَس رِداءَ الرّدّ بِالأمَل


وَطِرْ بِسماءِ المٌجدِ مُحلّقًا

عنقاءَ البأسِ نارَ الكُمَل


حَلّق وكُن لِلأجيالِ مُجدّدًا

نفائسُ من الأفذاذِ  تَندمِل


واترُكْ غِمادَ الصَّمصَامِ مُطْلِّقًا

وارفَع سَرايا العِزّ لَا المَلَل


وخُذ بِعرينِ الأسُودِ مُعترَكًا

فَكُثرُ الضِباعِ تُصدِعُ الصّمَل


إيّاكَ والسِّنَةُ للخُذلانِ مورِدُها

للأكفانِ يَقودُ بِثوبهِ السّمِل


أمْطِر سُوحَ الدّخِيل بِححارةٍ

مِن السّجيلِ تَفقعُ المُقَل


وَكبّرْ بِملْء صوتِكَ مُبتهِجًا

مِن المآذنِ يُقدحُ الخَمل


واركَبْ جمُوحَ الحربِ نازلةً

عادياتٌ تَدكُّ حُصنَ الثّمَل


فِجاجُ الأرضِ بالصَّهواتِ زاخرةٌ

ورجالٌ تُبدِي الحزمَ تَمتَثِل.

العراق.

نعمه العزاوي.

حديثي للقمر للشاعر صلاح الورتاني

 حديثي للقمر !!


وأنا مشغول بدفاتري 

أبحث في أغوار الزمان 

فجأة رفعت رأسي 

أتأمل سحر السماء 

لاح لي هلال بالضياء 

بعده ببرهة بان لي القمر 

بدأت في حديثي معه :

نورك ساطع يملأ الكون 

عيناي تحدٌقان فيك 

وما تحمله لنا 

فكري تاه لماض قريب 

لما كنت أتسامر مع قمري 

أرقب قمر السماء 

وأرقب قمري  ..

ترى أي منهما جلبني إليه ؟

غصت في السؤال 

أبحث عن جواب 

فجأة غطاه سحاب خفيف 

قمر السماء !

أما قمري كلٌه ضياء !

وجه صبوح كنور الفجر 

عاد الضياء لقمر السماء 

رحت أناجيه هل اختفيت 

خوفا من قمري بجانبي ؟

هو ليس مثلك ولن يكون 

أنت من تضيء الكون 

وهو يضيء قلبي 

شتان بين ذا وذاك 

أيقنت أني لا أستغني عن الإثنين 

هذا يملؤني دفئا وحنانا 

وذاك راحة واطمئنانا 

حديثي عنهما لا ينتهي 

دوٌنت هذا بدفتري 

ورسمته على لوحتي

صورة لن أنساها 

تبعث في روحي انتشاء 


صلاح الورتاني  /  تونس

البحر يخلع موجه للشاعر الهادي العثماني

 البحريخلع موجه

           """""""""""""""

البحر يخلع موجه

ومواجع الأيام تنتهك فضاء الروح 

من قلقٍ يطولْ

تنتابنا الأشواق

نركب صدقنا

نتعلّم اللغة الصريحة

في ضروب القول

نحترف الرحيلْ

سنقول : لا للحزنِ

لا للوهمِ

لا للهاجسِ الليليِّ

ينتهكُ الفصولْ

يا صانعَ الأحلامِ

خَضّبْ بالمسرّة حلمنا واشْدُ لنا لغةَ المُنى

واجعلْ مواسمنا الخصيبة نشوةً

واحرسْ زهورَ السوسنِ البريِّ من وجلِ الذبولْ

  

     الهادي العثماني

              تونس

السبت، 29 يونيو 2024

لو عاد بي الزمان للشاعرة حكيمة مكيسي

 لو عاد بي الزمان و يا ليته يعود

لكانت لي رؤية مختلفة تجاه مجريات حياتي

عن كتابتها لعكفت على نسيج من حرير

و لألغيت من فصولها كل حدث مرير

لو عاد بي الزمان

لقصصت على أنفاسي نبأ حسرتي

حتى لا أخسر المزيد من نفسي 

أقبض على فرصي بكفي الحماس

بعنفوان أحميها من كل مساس

وجداني الغالي أخصه بحب يافع

مسكن من هناء و هدنة أشيد له

فرحلة العمر قصيرة لن أشكو من عنائها

و القطار الذي أستقله فائق السرعة

على متنه أستمتع بما تيسر من مناظر

على حقوقي رغم بساطتها سوف أذود

بشراسة فهد لا يقهره الفشل

لو عاد بي الزمان

لن أبدد الدقائق النفيسة في الترهات

الباب بمزلاج أوصد أمام من يسبب لي الآهات

جل أوقاتي أقضيها مع أحبابي

و أترك مسافة أمان مع كل الغرباء

جدالات واهية لن تجرفني لعقمها

هويتي أعتز بها لإبراز عمقها

لن أنبهر بالأشخاص فكلنا سواسية

هي وحدها التقوى تجلسنا في الأماكن المناسبة

لما استهنت بتحقيق بعض أهدافي 

لولا التضحية لما ظهرت إلى حيز الوجود

لو عاد بي الزمان

عن نواياي لأي مخلوق لن أفصح

بل على حسنها و نقائها مع الغير أحافظ

أسعى لقضاء حوائجي بالكتمان

فليست كل العيون التي ترمقنا بريئة

أهناك من يستأهل بوحي و تبريراتي

طالما لا أحمل لأحد ضغينة أو حقدا

لو عاد بي الزمان

على جدار الأذى أسد الثغرات

و عن ابتسامة دوما ثغري يفتر

لن أمنح أي واقعة أكثر مما تستحق

حتى لا أجني على كياني فيسحق

غياهب الغد لن أهاب ما تخفيه

فروحي بيد فالق الحب و النوى

لن أحملها ما لا طاقة لها به

و إلا سلطت علي عالم الكآبة الخفي

أحاول أن لا أجزع من أي اختبار

ففي أي لحظة ورقة المنية مني تسحب 

لو عاد بي الزمان

لما تهاونت في حق المولى و في عبادته

بل في طاعته اجتهدت و في كرمه طمعت

لاخترت ما يسعدني بكل عقلانية

كل إحساس بالندم أمحو له كل أثر

أسيطر على نوبات الانفعال السامة

الطرف أغض عن ما يمس الخاطر بضر 

الفوضى العارمة في بيتي أحيانا أتجاهل

هناك أولويات أخرى يجدر بي أن أرتب

لو عاد بي الزمان

لأكثرت من الرضا و الإذعان لمشيئة الخالق

فلا يصيبنا إلا ما كتبه الله تعالى لنا

لضاعفت من حمد الله و شكره

على نعمه و آلائه التي لا تعد و لا تحصى


حكيمة مكيسي.. المغرب

محاكاة/حلم ولهفة بين الشاعرين فداء حنا ومحمد درويش


مخاكاة بين الشاعرين محمد درويش وفداء حنا


البداية للأستاذ محمد درويش 


حلمكِ يراودني ببستان الليل

وحدائق اللهفة وقت القيلولة

أتلو أشعاري وروحكِ تمدحها

وتمنحين خدي قُبلة خـجولة

تسير روحانا بأقاحي الخـيال

وأكـثر شـغفا لدروبٍ مـجهولة

نساجل اللهفة بكلماتٍ عاشقة

وشعركِ يأتي بقوافي معسولة

ويـمـيز أشعـارنا وفاء الوصـال 

إخلاص امرأة وصدق الرجولة

سلكت الحب وشـطآنه الحارة

فالوصـول إليـكِ مثابة بطـولة

قلبانا فـي الحلم وليد الشـوق

نعيش أوقـاته بشغب الطفـولة

تتمنى أعيننا بعد رحـلة الحلم 

لو كانت دقـائق الحـلم كـسولة

حلمكِ يراودنـي ببيت الشتـاء 

لدفء العناق والقُـبل موصـولة

استـجدي عـطركِ بحلم الربـيع 

والأزهار على شرفتها مذهـولة

كلماتي  إليكِ ليست مـن خيال 

و أحبـكِ ليسـت مجــرد مقـولة

عـند صحـراء عشـقكِ أخضـرت

دروب لقيانا وبالأماني مأهولة


الرد من فداء حنا


يا حلما كان يرويني بلهفة

يأتي ليلا على حين غفلة

يجعل الشعر مقاما لسهرة

أغازل فيها عينيك كل ليلة

أرتّب فوضى نبضي بهمسة

أرى نظراتك بأهداب خجلة

نتساقى كؤوس الشوق

 فالوجد كحجارةٍ بالعطر مبتلة

نقوش الحب ملأتها الفوضى

والشغف يسبقنا بخطوةٍ حبلى

نسعى للقاءٍ تكلله غيمة

تسبقنا إليه القلوب مبتهلة

دروب الحب أُحرِقتْ موانيها

فوصالك  حربٌ طويلة

أحلامنا سرابٌ من خيال

والقصيد عناوينه مجهولة

أمل نحياه بود و شوق

والشعر بأبياته معانٍ مجهولة

تعال نلوّن قوس القزح

بشوقٍ ولقاءٍ كنسمةٍ عليلة

نتقاود لننثر عطر الوصال

تعلو أصواتنا كأنها برحلة

تخوم الحب تزهر بنفسج

وقلوبنا تزهو كعطرٍ خميلة


٣٠ _ ٦ _ ٢٠٢٤

صورة لنافذة مفتوحة للشاعر عصام أحمد الصامت

 🪟صورة لنافذة مفتوحة🪟


تلك النافذة الساحرة التي تفتحت على عالم الروح، تعكس الشمس الدافئة وترسم الظلال الناعمة على قلوبنا. تلك النافذة العميقة التي تسمح للضوء الدافئ بالتسلل إلى أعماق الروح وإلى زوايا القلب المظلمة، تنثر الدفء والأمل والسلام.

من خلال تلك النافذة، يمكننا رؤية انعكاس مشاعرنا وأفكارنا على سطح الزجاج، ونستطيع أن نتأمل في أعماق أنفسنا ونكتشف الجوانب الخفية والمدفونة منا. إنها نافذة تأبى الإغلاق، تشع بالحكمة والتفكير العميق، وتمنحنا فرصة للتأمل والتفكير.

ومن خلال تلك النافذة، نستطيع أن نتواصل مع أعماقنا ونكتشف جمالنا الحقيقي وأحلامنا الصادقة. إنها نافذة تطل على عوالم مخفية داخلنا، وتذكرنا بأهمية الحوار والتفاعل مع أنفسنا. دعونا نحافظ على هذه النافذة مفتوحة، ونستمر في التأمل والاستكشاف، حتى نكتشف جواهرنا الدفينة ونزين قلوبنا بالحب والسلام الداخلي.

بقلمي🪶عصام أحمد الصامت

مجنون هواها للدكتور أمير محمود

 مجنون هواها


اصبحت بحبها مجنوناً

اسوح في عتمة الليل الرهيب

يلفني خوف قاتل

وصمت الليل الكئيب

يقطعه بين الحين والحين

صفير رياح عجيب

أو عواء ذئب شارد

شرس رهيب

او زمجرة وحش كاسر

يتردد ملئ الكون

صداها المريب

أم نوح حمامة مجروحة

متألمة ونحيب

.....

اركض كالممسوس

اصرخ وانادي

لكن ما من مجيب

واحسرتاه تركني وحيداً

وهو ملئ الجفون هانئاً

ينام الحبيب

......

صرت وأنا قتيل هواه

أمر بقربه كالغريب

ارفع يديَّ إلى السماء

ادعو الله غفار الذنوب

اناشده السكينه

لقلبي المجروح الكئيب

اناشده الرحمه

لقلب ما استحق

من الألم هذا النصيب


د .امير محمود

هارون الرشيد وساعته للشاعر عبد المجيد زين العابدين

 هَارُونُ الرَّشِيدُ وَسَاعَـتُـــــهُ

قَدَرُ الْعُرُوبَةِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ**أَنْ تَلْتَقِي مَا قَدْ جَرَى فِي  الْغَابِرِ

أَيَّامَ كَانُوا وَالدُّنَى مِلْكٌ لَهُمْ **وَالنَّاسُ فِيهَا كُلُّهُمْ كَالصَّاغِــــــــــــــــرِ

الْحُكْمُ حُكْمُ الْعُرْبِ لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ **وَالْعُرْبُ فَخْرٌ كَابِرٌ عَنْ كَابِرِ

مَنْ ذَا يَشُكُّ وَقَدْ نَفَى مَا قُلْتُهُ **لَيْسَ الرَّشِيدَ وَعَقْلُهُ كَالطَّائِـــــــرِ؟

***************

أَوَ تَعْرِفُ السَّاعَاتِ وَقْتَ ظُهُورِهَا**فِي عَهْدِ هَارُونَ الرَّشِيدِ الْمُبْهِرِ1؟

هِيَ سَاعَةُ السَّاعَاتِ لَيْسَتْ سَاعَةً**عَادِيَّةً وَبَسِيطَــــةً لِلنَّاظـِــــــــــرِ

لَكِنَّهَا نَدَرَتْ وَقَّل مَثِيلُهَا **بِضَخَامَـــــــــــــــــــةٍ وَفَخَامَـةٍ لِلْحَائِــــــــرِ

بِمِسَاحَةٍ وَسِعَتْ مِسَاحَةَ حَائِطٍ**وَتَحَرَّكَتْ بِسُيُولِ مَاءٍ سَاِئـــــــــــــِر

**************

مَا إِنْ تَتِمَّ سُوَيْعَةٌ حَتَّى تَرَى ** سَقَطَتْ كُرَاتٌ مِنْ بُرُنْزٍ  فَاخِرِ

نَزَلَتْ بِقَاعِدَةِ النُّحَاسِ وَأَطْرَبَتْ **مَنْ حَوْلَهَا بِرَنِينِ صَوْتٍ سَاحِرِ

فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ تُفْتَحُ طَاقَةٌ **دَلَفَتْ إِلَيْهَا فِي نِظَــــــــامٍ ظَاهـِـــــــــرِ

شَمَلَتْ سُوَيْعَاتِ النَّهَارِ وَلَيْلَةً**كَمْ مِنْ فَوَارِسَ لَاحَقَتْ فِي الْآخِرِ

***************

وَعَجِبْتُ لِفَارِسٍ فِي رَكْضِهِ **مَااِنْفَكَّ فِي رَكْضٍ لَهُ كَالدَّائِـــــــــــــرِ

وَكَذَا يَعُودُ لِرُكْنِهِ مُتَخَفِّيًا **بَعْدَ الْإِشَارَةِ لِلزَّمَانِ الْحَاضِــــــــــــــــرِ

إِمَّا يَحِنْ نِصْفُ النَّهَارِ رَأَيْتَ جَمْـــ**عًا مِنْ فَوَارِسَ  أَقْبَلُوا بِتَوَاتُرِ

فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُهُمْ مِنْ خَلْفِهِمْ **لِيَدُورَ أَجْمَعُهُمْ دُوَارَ الثَّائِـــــــــــــرِ

***************

وَيَعُودُ مِنْهُمْ مُسْرِعًا لِمَكَانِهِ **وَبِعَوْدِهِ يُمْسِي لَنَا كَالظَّافِـــــــــــــــرِ

هِيَ سَاعَةٌ صُنِعَتْ وَقُدَّتْ مِنْ نُحَا**سٍ أَصْفَرٍ يَحْلُو لِعَيْنِ الْمُبْصِرِ

وَلَهَا حَرَاكٌ لَا فَقَطْ مِنْ مَائـهَا**بَلْ مِنْ حَرَاكٍ جَاذِبِ فِي الظَّاهِرِ

هِيَ سَاعَةٌ عَرَبِيَّةٌ قَدْ أُهْدِيَتْ **مِنْ حَاكِمٍ فِي الْعُرْبِ شَهْمٍ نَادِرِ

***************

هَارُونُ أَهْدَاهَا وَكَانَ  خَلِيفَةً**لِلْمُسْلِمِينَ إِلَى مَلِيكٍ قَـــــــــــــــادِرِ

ذَا شَارْلُمَانُ إِلَى الْفَرَنْجَةِ قَيْلُهُمْ**وَوِصَالُهُ بِاْلعُرْبِ غَيْرُ الْفَاتِـــرِ

لِبَيَانِ مَا لِلْعُرْبِ مِنْ عِلْمٍ لَهُمْ **فِي عَصْرِ عُرْبٍ قَدْ بَدَا كَالْمُبْهِرِ

أَيَّامَ كَانَتْ لِلْعُرُوبَةِ بَصْمَةٌ **فِي نَحْتِ عَصْرٍ بِالْعُلُومِ مُبَــــــــادِرِ

عَبْدُ الْمَجِيدِ زيْنُ الْعَابِدِينَ

29/06/2024 المُوَافِق 23 ذا

الحِجَّةِ 1445 هِجْرِيًّا

حجا مبرورا للشاعر عبد الملك العبادي

 ((حـــــــــجًّـــــــــا      مـــــــــبـــــــــرور))


أهـديها إلـى شيخي الفاضل الشيخ صلاح

نـاصـر  صـالـح  الـعـبَّادي بـمناسبة قـدومهِ

مـــن  الـحـجِ  ومــن خـلالـه أهـديـها لـكـل

الـــعـــائـــديــن    مــــــــــن   الـــــحـــــج.

تـقبل  الله حـجكم وشـكر سـعيكم وكـتب

أجـــركـــم  إنــــــه  مــتــقـبــلٌ  كـــريــم :-


حــجًّـا  بـــهِ  الـذنـبُ مـغـفورًا إلــى الأبــد

وَطُــهْـرَةً  مِــنْ  خـطـايا الـنـفسِ والـجَـسَد


سـعـيًا  عـظـيمًا  بــهِ الأعـمـالُ قــد قُـبِـلت

والــشّــكـرُ  يــعـقـبُـهُ  لــلــواحـدِ  الأحـــــد


مَـــنْ  جـــادَ  إفـضـالُـهُ  فـــي كـــلِ ثـانـيةٍ

وعـــمَّ  إحـسـانُـهُ  الـمـبـثوثُ فـــي الأمــد


يـــا  عــائـدًا  حــجَّ  بـيـتَ الـلّـهِ واكـتـملت

مــنــهُ  الـمـشـاعـرَ  بــالإخــلاصِ والــرَّشـد


أثـــرتَ  عــنـدي  بـراكـيـنَ الــهـوى شـغـفًا

أضـرَمـتَ  فــي داخـلـي الأحـشـاءَ بـالوَقد


لــمّـا  تـحـلـلتَ  مِـــنْ إحــرامِـكَ اشـتـعلت

فــيــكَ  الـصّـبـابَـةُ  بــالأشــواقِ  والـسَّـهـد


رَفــرَفـتَ  كـالـطّـيرِ  مــشـدودًا إلـــى بـلـدٍ

يـــا  حـبـذا  طـيـبةٌ فــي الأرضِ مِــنْ بـلـدِ


نــحــوَ  الّــــذي  يــمـمَ الـعُـشَّـاقُ وِجـهـتَـهُ

واشّـتـاقَ  قـلـبي  لــهُ فــي الـعُسرِ والـرَّغد


يــهـنـاكَ  بـالـمـصطفى..  عـانـقـتَ تُـربـتَـهُ

فــي  روضــةٍ.. أَفـتـدِي فــي أهـلِهَا ولـدي


حـــرارةُ  الــشـوقِ  أضــنـت كــلَ ذي كـبـدٍ

وتــيّـمـت  كــــلَ  ذي  لــــبٍّ لــخـيـرِ نَــــدِ


روحــــانِ  مــــا  بــــردا  حــتــى تـعـانـقتا

مِــنْ  نـظـرةِ  الـعـينِ لا مِـنْ ضـمّتِ الـعَضُد


يــا  عـاذلـي لا تـلـم فــي الـحُبِّ مِـنْ أحـدٍ

كـم طـالَ لـيلي وكـم أضنى الهوى خلدي؟


أحــرمـتُ  بـالـحـبِّ  والأشـــواقِ مُـرتَـدِفًـا

ثــوبَ  الـصّـبَابةِ  مِــنْ آهــي ومِــنْ كـمدي


كـــم  حـــجَ  قـلـبي وكــم لـبّـت جـوارحُـهُ

وكــم  سـعـت  أحـرفـي وجــدًا.. بـلا عـدد


روحــي  الـتـي فــي حـنايا الـقلبِ أرسِـلُهَا

مَــــنْ  ذا  سـيـعـلـمُهَا كـالـواجـدِ الـصـمـد؟


أطـــوفُ  فـيـهـا  مـــع الـحُـجَّاجِ مـحـتسبًا

أجـري،  عـلى مَـنْ يـرى حـالي يـرى شردي


يـــا  عـائـدًا  فُــزتَ بـالـخيراتِ فــادعُ لـنـا

بــالأمــنِ  والـنّـصـرِ  والـتـمـكينِ والــسَّـدد


يـكـفـيكَ  أنَّ  الّـــذي قـــد حـــجَّ مـمـتـثلًا

قـــد  فـــازَ  مِـــنْ  ربّـــهِ بـالـعـفوِ والــمَـدد


يـــا  ربّ  واحــفـظ بـــلادَ الـعُـربِ قـاطـبةً

مِــــنْ  شــــرِّ  مُـهـلِـكـةٍ مـفـتـولـةِ الـمَـسـد


واحــفــظ  بـفـضـلـكَ  أقــصـانـا  وأُمّــتَـنَـا

مِــــنْ  غــاصــبٍ  مـعـتـدٍ أو حــاقـدٍ لَـــدِد


والــخـتـم  صــــلِ  وســلــم  دائــمًـا أبـــدًا

عـلـى  شـفـيعِ الـمـلا خـيــرِ الــورى سـندي


والآلِ  والــصـحـبِ  ثــــم الـتـابـعين لــهـم

مـــا  حـــجَّ  بـيـتَـكَ وفـــدٌ أو رمـــى بــيـدِ


عــــبـــدالـــمـــلـــك      الــــــعـــــبَّـــــادي.

على أطلال تدمر للشاعر جورج عازار

 على أطلالِ تَدمر

بعضُ العارِ عَورةٌ

والعارُ عندَ البَعضِ

نَظيرُ فضيلةٍ

ومتاهاتُ الخياراتِ

تَصعُبُ عندَ القَرارِ

فأين المَفرُّ؟

صبراً زَنوبيا

تكالبَ على أسوارِكِ الرُّومُ

وهتَكتْ حجابُ المَعبدِ

خَفافيشٌ وغُربانٌ

أرملةٌ تُقارعُ الرِّجالَ

غير هياَّبةٍ

تَلبَسَ ثيابَ الرِّجالِ

حين يَندرُ الرِّجالُ

وعلى ظَهرِ فَرسٍ

تُثبِتُ الزَّباءُ

كيف الخُيولُ

للخيَّالِ تنصاعُ

حروبٌ تُنجبُ لُقطاءَ

وذئاباً في العَتمةِ

والنَّصرُ جَماجِمٌ

والغنائِم ُبارودٌ وقبورٌ

الأصفادُ من ذَهبٍ

والحُرَّة من القيودِ تأنَفُ

ورائحةَ الزَّنازينِ

لا تَستَسيغُ

هل كان سماً ما تَجرَّعتهُ الزَّباءُ؟

أم لَونُ الخَديعةِ

ذاك الَّذي طَغى

على شَذى جِيفِ الخيانةِ

وشُذّاذِ الأفاقِ؟

تبتسمُ مَلِكةُ الشَّرقِ

فيعلو وجهَ أوريليان

الاصفرارُ

بِرِفقةِ وهبِ الَّلاتِ

أُذينة يفتحُ ذراعيه

في النَّفقِ الطَّويلِ وينتظرُ

أطلالُ تدَمُرتا الخَاويةِ

تُنعشُ كُتبَ التَّاريخِ الهَشَّةِ

ماتَت نامَت عاشَت

زنوبيا

وهل تموتُ الأساطيرُ؟

بين الموتِ والموتِ

تختارُ الموتَ

فيصيرُ الموتُ حياةً

بِحُرقةٍ بَكت بالميرا تاجَها

من يمسحُ دمعةَ أيتامِها

ومن يَرتُقُ مِزَقَ ثَوبِها

ومن يُضمِّدُ جِراحَ ذاكِرتها

مثل قُطَّاعِ طُرُقٍ حَضَروا

نهبوا وأحرقوا

ذبحوا ودمروا

حتَّى الحِجارة لم يرحموا

المعابِدُ ثَكَالى

وبِلْ يُرثي

تماثيلاً أضحَت في متاحِفهم أسرى

في جحافل وحشودٍ قدموا

على مُحياهم ابتساماتٌ

وخلف ظهورِهم مجانيقٌ وسيوفٌ

من كُلِّ بقاعِ الأرضِ

ذاتَ يومٍ جاؤوا

لتأديبِ اِمرأةٍ

أغضبت رُجولتَهم الزَّائفةِ

حينما رَغبِت أن تكونَ حُرةً

جورج عازار شاعر سوري

ستوكهولم السويد

اللوحة بريشة الفنان السوري التشكيلي: يعقوب اسحق

هوامش: زنوبيا أو الزباء: اسم ملكة مملكة تدمر السورية القديمة

أذينة الثاني: اسم زوج زنوبيا الَّذي خلفته على عَرش المملكة بعدما قتله الرومان

وهب اللات: ابن زنوبيا والذي تولت امه الحكم نيابة عنه كوصيَّةٍ عليه ومات طفلاً قبل اجتياح الرومان لتدمر وانهائهم لحكم زنوبيا

أورليان: إمبراطور روما الذي حارب زنوبيا وقضى على حكمها

بالميرا وتدمرتا: أسماء لمملكة تدمر-ِ بِل: معبد في تدمر