
ذات اللؤلؤتان للشاعر الخالد ماهر دنورة
ذات اللُّؤلؤتان
ها أنا ذا دهراً و أجيالاً مُعمِّره ها أنا ذا أوراقي و الرّمادُ أعدقاءْ
أيُّ قدرٍ يا قدريَ المريرْ أيُّ عُمُرٍ باتَ يمضي هباءْ
متى عَقدتُّ الرِّحال زارني الغيثْ و أيُّ غيثٍ فهو عِطرُ السماءْ
أيُّ غيثٍ يُغيثُ المريضَ بملاكْ و أيُّ جمالٍ يا لجمالُها يا لجمالَ العذراءْ
و أيُّ ساقيه و أيُّ عذراءْ و أيُّ غيثْ و أنا في حضرتهم أنا الٱنَ في ثراءْ
ساقيةُ السبيلْ تأتي الظمأَ في خريفٍ سرق أوراقي و جُفَّت عروقي و أنا أنا في عراءْ
أهلا ذات اللّؤلؤتان ، يا من رويتي الليلَ و ساكنهُ هل لي هل للمتيَّمِ نبعا من العطاءْ
ذات اللؤلؤتان لا تُبالي ما أقولُ و ما يقال حروفي أسيرهْ و ها أنتِ سبيلُها و شِفاءْ
أيُّ غيثٍ هلَّت بكِ نسائمهُ عند مُختلٍّ جهِلَ الأصلَ و الأعراف قاصدا حُسن الشُّرفاءْ
و أي ساقيه و أي عذراء و أي غيث و أنا في حضرتهم أنا الٱنَ في ثراء
مهلا حروفي أسيرةٌ و ها أنتِ سبيلها وفي يقظتي أراكِ أسيره أين اللجوءُ ولمن الالتجاءْ
أنا المناديَ أنا الاسيرُ و أنا الظمأُ فصبرا يا إلهي ليس من يُصغي النداءْ
ذات الحبقْ أرى في اللؤلُّؤتانِ حنينَ عُمْرٍ و حسره و حيره و شقاءْ
لا تحزني لا تلعني لعنةً جسدي سجينا في أقباعها و الروح تائهة لا وطنا لا موطنا لا رثاءْ
و أي ساقيه و أي عذراء و أي غيث و أنا في حضرتهم أنا الٱنَ في ثراء
أردتِّ الرحيلَ قسرا فلتكن قبلتكِ الأُفقْ أما أنا أوقدُ بين سطوري نارا حيث حجرتي و شتاءْ
عذراً ذات اللؤلُّؤتان فهناك أميراً قد رسى و جسدي سجيناً حروفي أسيره الرُّوحُ تائهة و أنا لست من الأمراءْ
ليس لي سوى أقبعُ في حُسنكِ و أحدِّثُ الحبقْ هلَّت عند حُجرتي ساقيَّهْ عذراء طهرٌ و صفاءْ
و أي ساقيه و أي عذراء و أي غيث و أنا في حضرتهم أنا الٱن في ثراءْ
⚖️✒️
الخالد ماهر دنّوره