الأحد، 18 سبتمبر 2022

Hiamemaloha

قصة قصيرة للكاتبة طروب قيدوش

 بدا الطريق طويلا جدا .. أهو الشوق لرؤية تربته .. أم هو الخوف .. من تأكيد حقيقة انه تحت التراب .. و لن يكون لنا اي لقاء .. 

تاهت مع أفكارها ... و عيونها شاخصة في الطريق .. 

رهف قد وصلنا ... 

لم تجب إطلاقا .. 

رهف قد وصلنا .. 

رهف ما بك ؟ و هو يلامس كتفها .. 

نعم اخي 

لقد وصلنا .. 

آه ..

ما بك لقد كلمتك كثيرا .. 

حقا .. اعتذر لم اسمعك 

لابأس أختي .. 

ترجلت من السيارة .. 

دخلت قائلة بسم الله .. السلام عليكم يا أهل المدينة أنتم السابقون و نحن اللاحقون ، اللهم إغفر لهم و احسن لهم و اكرمهم بكرمك .. 

اتجهت نحو قبر فؤاد .. وقفت قرأت الفاتحة بعيون دامعة و قلب موجوع ... أخذت تنظر إلى قبره و كأنه تحاول الوصول لرؤية وجهه.. لكنها صاحت في داخلها .. هيهات .. هيهات أن أراك و تراني الآن ... 

بقت دقائق معدودة ثم ودعته داعية الله أن يغفر له و ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة حتى يوم الدين .. 

عادت بخطواتها المثقلة .. لم تملك إلا تنهيدات متعالية .. تواجه بها حقيقة أمرها .. 

إلتفت و قالت لا أدري كيف يكون الغد .. و لا أدري إن كنت سأظل أزورك .. أم أن الحياة كفيلة بان تغير كل شيء .. و لكن مهما يحدث ستظل موصولا بالقلب و الروح ... 

حبيبتي .. صغيرتي .. قد عادت والدتك .. 

أطلت عليك في الغياب ... 

كانت الصغيرة تنظر إليها و هي تنغوا .. و تضحك .. فرحة برؤية وجه أمها .. 

إحتضنتها برفق ... شعرت بتجديد نبضها .. صاحت بداخلها .. ما أرحمك يا الله ... ما أرحمك بآمتك الضعيفة .. قد جعلت لجرحي دواء ... 

تنهدت و ابتسمت في وجه صغيرتها .. و أخذت تداعبها .. 

قاطعتها أمها .. سيمر الطبيب بعد قليل .. 

نعم أمي 

يا ترى هل ستخرج هالة 

لا أدري يا أمي .. في المرة الفائتة قال يجب ان تظل لأيام أخرى .. و اليوم لا ادري كيف سيكون قراره .. 

يا بنتي عند خروجك أين تذهبين ... 

نظرت إلى أمها .. أعلم يا امي أنك قلقة عليا .. و لكن لا تقلقي فخالتي رحيمة  و عمي حسين عندما زاراني ليلة امس طلبا مني أن أظل برفقتهما .. 

أو حقا قال هذا 

نعم يا أمي .. و في الحقيقة اريد أن تعيش رهف بين أهلها ... أريدها ان تشعر بحنان أبوها من خلال جدها و جدتها .. 

لك ما تريدين يا إبنتي .. ما يهمني إلا راحتك .. 

لا تقلقي يا أمي انت تعلمي انهما يحباني كثيرا و كذلك كان فؤاد رحمه الله قرة عين لهما .. فليكن ما يريدان و ما اريد .. 

الآن هدأ قلبي قليلا .. أتمنى لك السعادة يا إبنتي 

... 

طروب قيدوش

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :