لوعة شوق
لَاعجُ الشوقِ في الفؤادِ براني
أضرمَ الجمرَ في الوتينِ القاني
وَدَقُ الوَجْدِ يُنعشُ الحقلَ رِيّاً
في رُبا الحُبِّ دونَ كلِّ مكانِ
عاودَتْني نارُ الهوى بعد همْدٍ
أضرمتْ في حُشاشتي بركاني
تاهَ قلبي إذ صار مجنونَ عشقٍ
ِهائماً في مفاتنِ الأكوان
تاقَ وجداً لوصلِ ليلى هياماً
ظبيُ حُسْنٍ في مَرْبَعِ الوجْدان
روحُ ليلى في كلِّ حُسْنٍ بهيجٍ
قد تجلّى في نسمةِ الغِدْرانِ
ماتَ قيسٌ في دربِ عشقٍ طَهورٍ
فغدا خالداً مدى الأزمانِ
..* أنا فريادٌ جرَّ ماءً نَميراً
من جروفٍ.. كرْمى هوىً و جَنانِ
شقَّ سرباً في فالِقِ الصّخرِ كَلْداً
فغدا النّبعُ فائضَ الجريانِ
كان وهماً نَهلُ العطاشِ لماءٍ
سلسبيلٍ فصارَ رهنَ بَنانِ
حُبُّ شيرينَ هاجَ عزماً و زنداً
و كذا الحُبُّ وَقْدةُ الإنسانِ
كلُّ حبٍّ في معبدِ القلبِ سامٍ
يرتقي في سكينةِ الأركانِ
إنّ قلباً قد جُرِّدَ الحِسَّ رَهْفاً
صَلْدُ صخرٍ و مَعدِنُ الصّوّان
إنّ شعباً أحبَّ بُلدانَه صدقاً
تسامى في زينةِ البلدانِ
كلُّ حُبٍّ في قارِسِ الثّلجِ نارٌ
يبعثُ الصّخرَ.. واحةَ الرّيحانِ
لا مُحالٌ في منطقِ العشقِ دهراً
رُبَّ حُلْمٍ في قبضةِ الوَلْهانِ
شعلةُ العشقِ المضيءِ بكهفي
قد أنارتْ في دامسِ النّكرانِ
فغدا الكهفُ في فؤادي قصوراً
من نعيمٍ..مُجْتلى العِرْفان
ودَّ قلبي لو يرتمي بضرامٍ
علّه ينسى جفوةَ الهجران
ويحَ مرءٍ أمضى السّنينَ لشُربٍ
و طعامٍ في مرتعِ الأبدانِ
و هنيئاً لِمَنْ تغذّى بروحٍ
و علا صَرْحاً سامِقَ البنيانِ
قلمُ العشقِ خطًَ سطراً بدمعٍ
هاجَ روحاً في نهلةِ الظّمآن
* فرهاد شخصية أسطورية من الأدب و التراث الفارسي،يجرً مياه الينابيع من أقاصي الجبال ليتزوج محبوبته شيرين نزولاً عند شروط السلطان
محمود أمين آغا..