الاثنين، 19 سبتمبر 2022

Hiamemaloha

الماء للشاعر عبد الوهاب ياسين الإبراهيم

 _ الماء _

بقلم الشاعر عبد الوهاب ياسين الإبراهيم

قلبي على باب ِ المعاني يقرع ُ 

بالنّبض ِ بحثا ً عن مياه ٍ تنفع ُ


حتّى إذا قيل َ 

ادخلوا البيت َ الذي 

فيه المعاني سلسبيل ٌ ينبع ُ


يبدو له ُ شِرْب ٌ فأضحى ناهلا ً 

حتى غدا  بالشُّرب ِ غلّاً   ينقع ُ


لكنّه ُ عن فطنة ٍ   قلبي غدا 

يعدو إلى مابعد باب ٍ يُشرَع ُ


بحثا ً عن ِ الماء ِ الذي يحيا به ِ

ماء ٌ به ِ يروي العطاشى المنبع ُ


يافطنة ً غاصت   بأقصى  همّة ٍ 

.حتى غدا همّ َ الفطين ِ الموضع ُ


ها قد وصلت ِ موضعا ً 

من بعده ِ

باب ٌ منيع ٌ  كل َّ  قلب ٍ يمنع ُ   


يا ويح َ قلبي كم له ُ من دقّة ٍ

ماتت وقبل َ الباب ِ 

كانت تُصدَع ُ  


هذي الدّنى فيها النّوى زاد َ الونى

عجزا ً لنا والرّيح ُ عصف ٌ زعزع ُ   


والعجز ُ وصف ٌ لازم ٌ كل ّ الورى 

من ذا الذي في عجزه لا يجزع ُ 


قل لي فؤادي ما جرى

 حتّى جرى 

منك َ الهوى فيما هو َ لا يُقرَع ُ


أظماك َ جهد ٌ لم تزل من حرّه ِ

هذي الأماني كالعطاشى تضرعُ


عيناك َ لم تُبصر ْ مياها ً لا و لا 

شيئا ً سوى الأوهام ِ كانت تطلع ُ


قد يحسب ُ الظمآن ُ ماء ً قد بدا 

إن أبصرت   عيناه ُ شيئا ً  يلمع ُ  


في الأرضِ عن ْ بُعد ٍ 

إلى أن يهتدي 

بالقُرب ِ إذ يبدو سراب ٌ يخدع ُ 


القلب ُ وافى طائرا ً عن برّه ِ 

بحرا ً وبعد البحر ِ بحر ٌ يتبع ُ 


جاب َ البحار َ القلب ُ 

يبغي سرَّها 

في عمقها ما يختفي أويقبع ُ


ظمآن َ نحو َ الماء ِ 

يدنو من عُلا 

وازداد حرّا ً جوفُه إذ يبلع ُ 


فانتابَه ُ ضيق ٌ وطار َ المُبتلَى  

في رحلة ٍ والعجز ُ فيها مُقنِع ُ


ما كانَ ينعي حيلة ً لكنّه ُ

يغتالُه ُ 

البحر ُ العميق ُ الواسع ُ  


فالقصد ُ بعد َ الجُّهد ِ 

أضحى ضائعا ً 

والطّير ُ فيما ضاع َ منه ُ ضائع ُ


ياطير ُ خل ِّ البحر َ مع أسراره ِ

فالعمق ُ كالأمواج ِ عنه ُ تدفعُ


والماء ُ فيه مالح ٌ فارجع إلى 

ما كان حقّا ً في نفوس ٍ ينجع ُ   


واترك له ُ ماشاء َ في أعماقه ِ

فالماء ُ عن أسراره ِ قد يمنع ُ


والماء ُ منه ُ كلّ شيء ٍ قد حيا 

بل كلّ َ شيء ٍ قد حياه ُ المبدِعُ


والماء ُ يأتي من سماء ٍ طاهرا ً 

إذ أنزل َ الماء َ الطّهور َ الرّافِع ُ 


والماء ُ قالوا واحدا ً من أربع ٍ 

والخلق ُ فيهم من طباع ٍ أربع ُ


والخير ُ حيث الماء ُ 

يبدو فاتحا ً 

بابا ً لحي ٍّ كي يطيب َ المرتعُ 


لا يحجب ُ الأشياء َ

 عنّا جسمُه ُ 

إذ أنّه ُ من دون ِ لون ٍ مائع ُ   


والشم ُّ يسعى

 جاهدا ً في وصفه ِ 

لكنّه ُ من دون ِ وصف ٍ يرجع ُ


والذّوق ُ أضحى

 عاجزا ً عن فهمه ِ

مازال بعد العجز ِ منهُ يبلع ُ 


والكف ُّ مهما حاولت إمساكَه ُ 

عن إصبع ٍ قالت فشلنا إصبع ُ


فالماء ُ موجود ٌ بوصف ٍ سالب ٍ 

والكأس ُ من إيجابه ِ قد  تجمع ُ  


يا قطرة ً دارت بنور ٍ شفّها 

تعلو كأن ّ الموت َ روحا ً ينزع ُ 


حتّى إذا في وقته ِ الأمر ُ انقضى 

عادت جنينا ً في سحاب ٍ يطلع ُ


أنت ِ التي يُطوى بك ِ سر ُّ الغنى 

بل أنت ِ مَن عيشا ً رغيدا ً يصنع ُ   


بل أنت ِ مِن تلك المعاني آية ٌ 

كانت على كون ٍ حياة ً تلفع ُ 


والمرء ُ كون ٌ مثل كون ٍ ضمّه ُ

فيه انطوى بالجّزء ِ كلّ ٌ يُودَع ُ  


بالماء ِ يحيا كلّ ُ جسم ٍ في الدّنى 

والعلم ُ أحيا كل ّ نفس ٍ تخشع ُ


والشّكر ُ يبدو قطرة ً عن فطنة ٍ

من بحر نفس ٍ بالنّهى قد تُرفَع ُ


تغدو سحابا ً جامعا ً عن غمرة ٍ

من نور عقل ٍ في سماها يسطع ُ  


حتّى إذا اكتظّت سماء ٌ بالغنى 

فالبرق ُ أبصر في سناه ُ يلمع ُ  


تزداد ُ من هذا الغنى

 نفس ُ الفتى 

بالشّكر ِ لو في قطرة ٍ قد يُنقَع ُ  


الميل ُ طبع ٌ في نفوس ٍ قد ترى 

تفضيل َ علم ٍ عن سواه ُ تشرع ُ


لكنّما في الشّعر 

سحر ٌ سرّه ُ

إلّا بذوق ٍ سالم ٍ لا يُقشَع ُ 


سلّمْ على نفس ٍ ترى من ذوقها 

لحنا ً جميلا ً والمعاني تسطع ُ


بل حيّ ِ من

 أصغى إليها شاكرا ً

فالذّوق ُ أسمى 

في نفوس ٍ تسمَع ُ


عبد الوهاب ياسين الإبراهيم

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :