**هؤلاء ملح الأرض***
أولئك الذين يبتسمون
وفي أحشائهم نار تشتعلْ
براكين تفجرتْ
وحمم تصهد أضلعهم
وخوف يتيم ينهشهم بنهم ولا يملْ
/////////
أولئك الذين إذا دعوا إلى موائد الطعامْ
وضعوا حجارة على بطونهم تعفّفا
وصاموا الدهر إيمانا وتأفّفا
كالنخل شامخة رؤوسهم
لا ينحون ليلتقطوا الطعامْ
من موائد اللئامْ
//////////
أولئك الذين يصفعون خدودهم لتتورّد
يزرعون الربيع في ملامحهم رغم القحط
يدارون خرائط أثوابهم الرثة برداء ليلي
فالليل كما تعلمون يستر العورات ولا يتردّد
ويحضن أنين المكلومين ولا يتمرّد
//////////
أولئك الذين فقدت أحذيتهم نعالها
يطؤون الإسفلت الحارق فيسلخ جلودهم
ويتظاهرون بالرقص
ابتهاجا بخطاهم النارية
تربّعت الاشواك مسامير في أقدامهم
ويثبتون كالأوتاد
قبابا نرجسية بلا عماد
////////
هؤلاء وغيرهم من الأحياء الأموات
في زمني هذا وفي ما هو آت
هم ملح الأرض
ورمزية العرض
علموني الحب بلا مجاملة
علموني الحرب بلا مخاتلة
علموني الشعر بلا مجادلة
///////
هؤلاء عشيرتي
وعصابة رأسي
ورمحي وسيفي وفأسي
حضني الذي أدفن فيه يأسي
وخيمتي التي تستر بأسي
وخزانة أحلامي
ومعجم كلامي
ومحطات عشقي وهيامي
///////
نعم نحن هؤلاء المسحوقين
ولكننا لسنا مزيّفين
حين نضحك
تبتهج من أجلنا الأرض والسماء
وحين نبكي
يحزن من أجلنا المساء
وحين ندعو
تستجيب لدعائنا السماء
بقلمي: عبد الستار الخديمي -تونس