فلا تَهِنُوا
سَلْ مَوكِبَ الشَّمسِ أينَ الأهلُ والوَطَنُ
هلْ فِتيَةُ الكهفِ نامُوا أمْ غَفَى الزَّمَنُ
هلْ يَرحلُ اللّيلُ أو تَنزاحُ حُلكَتُهُ
أمْ تَستَفيقُ عُهودٌ لَفَّها الكَفَنُ
تَنسى الجُذُورَ غُصُونٌ في الهَوى انطَلقَتْ
تُنكِرُ شَمسَ الضُّحى فاجتاحَها العَطَنُ
كيفَ السَّبيلُ لزَرعٍ جادَ ذاتَ حِمىً
تَهْمي عَليهِ السَّما فاختالَ يَنْعَدِنُ
يا ساقِيَ الدَّهرِ مِن أرواحِ مَن سَبَقوا
كمْ ما بِنا لِسُقا الأيّامِ قد يَزِنُ
طَيفُ الرُّؤى بعُيُونِ المُبصِرينَ خَبَى
سادَ القَتامُ وما يَشفيْ عَماهُ هَنُ
كلُّ القَوانينِ في عُرفِ الورى انْقَلَبَتْ
أينَ الّذين إذا ما ذُكِّرُوا فَطِنُوا
يا نَخلَ مَريَمَ والطِّفلَ الّذي وَلَدَتْ
قامَ المَسيحُ فما لِلمهدِ مُرتَهَنُ
قد طالَ نَزفُ أنينِ القدسِ مِن دمِنا
أبلى المُؤَذِّنُ أينَ الفَرضُ والسُّنَنُ
أينَ الجِهادُ على خَيلِ الإباءِ لِمَن
صاغُوا العُروبَةَ والإسلامَ وأْتُمِنُوا
نادى مُحَمَّدُ صُفُّوا الصَّفَّ واتَّحِدُوا
تَرَكْتُ فيكمْ كَلامَ اللهِ لا تَهِنُوا
ما ضَرَّكُمْ كَيدُ مَن كادُوا ولَو ظَهَرُوا
إنْ جاءَهُمْ بأسُ رَبِّي مُقبِلًا جَبُنُوا
قد يَمكُرونَ ومَكْرُ اللهِ خاذِلُهُمْ
هُمْ لِلصَّغارِ وتاريخِ الخَنا دِمَنُ
قُومُوا اصنَعُوا لِطُلوعِ الفَجرِ هَيبَتَهُ
داوُوا الجِراحَ ومَن حادُوا ومَن فُتِنُوا
ردُّوا الشَّريدَ وكُفُّوا مَن يُشَرِّدهُ
صُدُّوا الّذين طَغَوا والدَّارَ قد سَكَنُوا
واحْمُوا حِياضَ بَنيكُمْ مِن أذى خَلَلٍ
في لُعبةِ الجِنسِ فاقَ الخُسْرُ والثَّمَنُ
لاحَ الرَّبيعُ بزَهرِ النَّصرِ في عَبَقٍ
رَغمَ الجِراحِ وجُندُ الحَقِّ ما وَسَنوا
علي الفريحات- ٦/٧/٢٠٢٣م