ألطاف ُ ربّي
إذا أنت أدركْتَ الحياةَ وكُنهها...وأوغلت في أسرارها بتفَهم
وحدّثتَ نفساً قد تمادت بغيّها..وقلت لها يانفس يكفيك فاندَمي
فكُن سالكا درب المغانمِ موقناً.. بأنّ طريق الله ليس بمظلمِ
وعُمركَ لو تقضيهِ للهِ ساجداً..فلستُ أرى أمراً سواه بأعظمِ
وعلّمْ فؤآدا طالما كان شارداً...بأنْ ليس غير الله ثمّةَ منعِمِ
وخُذهُ إلى درب الساجدين لعلّهُ..يرى قبسَ الإيمان دون توهّمِ
وأنّ طريق الله لاخير دونهُ..تدور عطايا الله فيه وترتمي
فلا خيرَ في أمرٍ يكون مآلَهُ..إلى غير ما يهواه قلبي وينتمي
فكم من دروب الحقِّ كنت سلَكتها..وكم فُوجِئتْ نفسي بجيشٍ عرمرمِ
فأُمسِكُ نفسي كي أشدّ عزيمتي..ولستُ أبالي لو يُراق بها دمي
ولكن ألطاف الحبيب تحوطني..لتَمنعَني هول المصير المُدَمدِمِ
فولله أدري بالحياة كريهة..فسارع الى الغفران ويحك وأسلمِ
ولا تحسب الموت المريع يخيفني..ولكنّهُ قلب المحِبِّ المتيَّمِ
يَدُقُّ سريعا في لجاجةِ عشقهِ..توسّمَ في الرحمن خير توسُّمِ
وأنَّ له بين الضلوع تمرُّدا..يُقطّعُ أنفاسي ويُلجِمُ لي فمي
إذا كنت هيّابا لذكرك خالقي..فكيف بيوم العرض أين سأحتمي