خفايا النفوس..؟
لستم من إكتشف نفسه أيها الناس، فالحق أقول لكم بأنكم أنتم من أثقل كاهلي وأفسدتم خِلوتي التي أرى بها خفايا نفسي فبدخلولكم عليَّ في لحظة الإختلاء أثرتم البركان الهامد الذي يسكن أحشائي فأصبحت لا أرى طريقي وإلى أين الهروب....!
إنني إكتشفت حقيقة ذاتي وعلمت سر صبابتي وأشعلت مصباحي فهل أنتم لهذه الحقيقة عارفون..؟
لقد كرهت كل من كان ثرثاراً يبقر سمع كل من جالسه لأنه تميز بسوء الحديث. لا تتهموني بالأنانية فهي مرض يقتل صاحبه ولو بعد حين.. إنني أعشق خِلوتي لأنني أكون بها صادقا صريحا مع نفسي فأنا أريد أن أُحدث بها ذاتي وأن لا ينتابني شعور بأنني لم أكن صادقا فأكثر اللحظات صِدقا هي التحدث مع النفس في ليلة هادءة لا يُسمع فيها سوى نسمات ريح عليل فتنتعش روحي وأكون في أعظم اللحظات راحة وسكون..
هنا لا مجال أن تُنافق نفسك لعدم وجود من يُعكر عليك صفوك فهل أنت فاعل وتكون من المهتدين. إن الصمت أحياناً ستر من الفضيحة فإذا ما ستر المرء نفسه خرجت منه رائحة المسك فالستر صفاء القلوب. إن أعماق المفكر المنفرد مزمجرة لكنها في أعماق المحيط وإذا أيعنت النظر عليه تراه مبتسما كونه وصل لقمة مجده التي ما وراءها مجد. هو ملك بذاته ولا يريد ثرثاراً حين يتحدث معه تتصاقط على وجهه رشقات فتات بصاقه وهو في حيرة من أمره ويقول من أين الخروج...!
المنفرد لا يريد إلا عندما ينظر في مرآته يرى صورته مبتسمة إبتسامة لا تشوبها شائبة ولا يُخالطها شك... نعم أيها الرفاق ، هل تأخذون بمبادئي ولا تأخذون مما سُلب لأنكم إن أخذتم فهذا سلبٌ لأنفسكم دون أن تعلمون.....
سالم المشني....
فلسطين....