(فلسطين الأبية) البحر الوافر
أَقُولُ لَها فإنَّكِ لِارْتِفَاعِ
وَ إنَّكِ لِلْعُلَا أََمُّ الصِّرَاعِ
بِنُورِكِ تَنْجَلِي سُودُ اللَّيَالِي
وَتُشْرِقُ شَمْسُنَا دُونَ انْقِطَاعِ
وَلَا جُسْتِ بِسَاحِ الظُّلْمِ إِلَّا
وَ قد أَرْضَعْتِهِ نْابَ الْأَفَاعِي
سَنَا القْسَّامِ لِلْأمَلِ انْبِثَاقٌ
عَلَى الْأَرْوَاحِ يَلْمَعُ كَالشُّعَاعِ
بِلَادُ الْقُدْسِ تَحْضَنُ كُلَّ حُرٍ
وَيَحْمِلُ بَأْسُهَا شُمَّ الْقِلَاعِ
حُمَاةُ الْأَرْضِ عِيشَتُهُم كِفَاحٌ
مَحَافَظَةً عَلَى مَجْدِ الْبِقَاعِ
وَشَامَِخةُ الْمَآذِنِ وَالرََّواسِي
فَلَنْ تَرْضَى الْمَهَانَةَ لِلْقِطَاعِ
فَلَسْطِينُ الْأَبِيَّةِ أَنْتِ سَدٌّ
لِغَزْوِ الْكُفْرِ فِي فَلَكِ الصِّرَاعِ
فَأَحْبَطَتِ الطُّمُوحَ لِكُلِّ قِردٍ
بِأَزْنِدَةِ الْمَدَافِعِ وَالشِّرَاعِ
صَوَارِيخُ الْمُقَاوِمِ كُلَّ حِينٍ
تُمَزِّقُهُمْ عَلَى شَتَّى الْمَسَاعِي
تَلُوكُ جَحَافَلَ الْأَعْدَاءِ طَوْعَا
بِغَزَةَ كُلُّ أَسْلِحَةِ الدِّفَاعِ
أَزَاغَتْ لُبَّ أَفْئِدَةِ الْأَعَادِي
وَأَغْمَضَتِ الْبَصَائِرَ بِالوِقَاعِ
وقلَّبَتِ العُلُوَّ إِلَى صَغَارٍ
وَكَلَّبَتِ الطُّغَاةَ إِلَى وِضَاعِ
أَرَى الْيَمَنَ السَّعِيدَ غَدَا شَقِيّا
وَيَرْضَعُ لِلشِّفَا سُمَّ الْأَفَاعِي
فَكَمْ أُسَرٍ تَمُوتُ هُنَاكَ جَوعاً
تُسَافِرُ فَوْقَ أْنْيَابِ السِّبَاعِ
مَرَارَةَ كُلَّ بُؤْسٍ قَدْ جَرِعْنَا
نَتِيهُ وَحَوْلَنَا كُلّ الضِّبَاعِ
وَأَجْهَضَ حَمْلَهُ أَطْمَاعُ طَاغٍ
وَعِندَ مَآتِمِ الْأَحْزَانِ نَاعِ
وَتَذْبَحَهُ الْمَهَالِكُ وَالرَّزَايَا
بِأَصْنَافِ التَّمَزُّقِ وَ الصِّرَاعِ
كَمَا الْفَيْرُوسُ بَيْنَ دَمٍ وعِرْقٍ
قَدِ اسْتَشْرَى الْفَسَادُ بِلَا انْقِطَاعِ
فَهَلْ نَسْعَى لِإصْلَاحٍ فَنَغْدُو
كَرَامَ الْقَوْمِ .. رُوَّادَ الشِّرَاعِ
أحمد العمراني_اليمن_2019/8/2م