مقال / الحلم
الحلم نعيش معه بالخيال هروبا من واقع نعيشه ،نحاول أن نبني تخيلاتنا وطموحنا في برج عال من الأحلام ،بعضها مستحيل التحقيق والبعض ليس تحقيقه ببعيد ، نبذل جهود كبيرة للوصول لطموحنا المرسوم بأحلامنا بخطوط عريضة ملونة بألوان الصفاء ، الحلم صديق الإنسان ولكن أين الإحلاص؟ لو تحقق الحلم سنعتبره صديقا مخلصا لايمكن التفريط فيه ، ولو بقي الحلم مركونا على الرفوف من دون تحقيق اعتبرناه خائنا لنا ، لتبقى الدمعة في العيون والقلب حزين لايريد أن يستكين ،نهبط من السماء للأرض لأحضان الواقع بمره وجماله....
هل سنرضخ للفشل في عدم تحقيق ماحلمنا ، أم نعود للوقوف والمحاولة مرة أخرى ؟ أم نطبق قول جاكسون براون عندما قال:
( لاتستسلم وأنت تحاول التسلق إلى هدف تصبو إليه ، فالرجل ذو الأحلام الكبيرة أقوى من أي رجل كان.....)
عند اليأس من تحقبق الهدف نعود للحلم من جديد لأن الأحلام تمنحنا جرعة كبيرة من الأمل والأحاسيس القوية لنعيش من جديد حاملين الأمل والتفاؤل بأن القادم أجمل والحلم عبارة عن جرعة تسكن الآلام وتمنحنا فرصة جديدة ، التوقف ممنوع وعلينا متابعة المسير ،البعض يعيش في واقع لايرد الخروج منه مكتفيا بحياته والتحليق للسماء ممنوع....
قالت أحلام مستغانمي :
& على جسد الكلمات أطفأ سيجارته الأخيرة ،ثم عندما لم يبق بجعبته شيء دخن كل أعقاب الأحلام...&
أحيانا الماضي يسكن فينا لانريد أن يفارقنا لنصبح مدمني الذكريات ، لماذا لانأخذ جرعة للنسيان ؟ لنبدأ حياتنا من جديد بأحلام جديدة تلازمنا على أمل التحقيق بعيدا عن الألم والأحزان ...
قال هنري باربوس :
( الحلم الذي نحلم به إن يؤلمنا دائما إذا كان حزينا جرح ليالينا ، وإذا كان عذبا جرح نهاراتنا)...
لنحلم ونغذي أحلامنا بالأمل المشرق ونعطيه من النور والطموح ،والحلم هو الوحيد الذي لايستطيع أحد إعتياله.....
قال فرناندو بيسوا :
(لم أقم بشيء سوى الحلم ،هذا فقط وحده ماأعطى معنى لحياتي ، لقد كانت حياتي الداخلية هي اهتمامي الوحيد )...
الحلم هو التعويض عن أي ألم أصاب القلب واي جراح مس الجسد وسبب النريف....
اسقوا أحلامكم بالأمل ...بعيدا عن الألم ..
هيام الملوحي