طقوس الذهول
آه...
إلى أين أمضي؟
والمرأة التي تتوارى خلف نافذة الدهشة
ترتشف من صمت الليل شهقة انتظار،
تمهلني رعشة الترقب
وتدعوني لطقوس خجلها الأنيق،
كي تتلو قصائدها
بصوت وردٍ متباهٍ،
تدعوني لأدثر قصيدةً ثائرة
أعياها السفر بين ظلال الغاوين،
فخلعت عباءة النسيان
وارتدتني حُلمًا من نار.
هي الآن
ترميني بنصٍّ من إيحاءاتها الكاذبة،
تقايض يقيني برماد الظنون،
وتنسج لي من حفنة أحلامها
سفرًا واهن الأطراف،
ينفث أدخنة الأحجية الكثيفة
على شفاه عطشى
تلهث للتمرغ في عنق اللهفة،
وتغرز أناملها في ترتيل آياتي،
تغازل رماد جنوني
وتشعل نارًا لا تهدأ.
هي الآن
تجتاح رقصة الوقت
حافية الروح،
تدير عينيها النجلاوين
نحو صدري العاري من اليقين،
تغتسل من ملوحة عبثها
وتعانقني بنكهة البياض.
أما أنا،
فما زلت أركض نحو المطلق،
أرمم أبابيل حماقاتي
وأنبش تراب الوهم
بحثًا عن وجه الخلاص،
أقف أمام مرآة الذهول،
أبوح بذنوب الحلم
وأرتّل صلاتي الأخيرة
لروح أضناها الانتظار.
بقلمي يونس كمال