سأحن والشوق دائم
سأحن والشوق دائم إلى أول حضن ضمني
وإن خطا رحلي في الزمان إلى مداه الأبعد
أو ارتحلت بشأني في تقلبها المراتب
بين ذرو الرياح للهشيم وقمة السؤدد
أحن صبيا على شيبتى إلى حريرة أمي
والجمع دافئ حول مجمر حضنها الندي
فتعال أحدثك عن أمسي ودعك من غدي
فأنا بالأمس والذكريات حاضر لا بالغد
أنا من تسامرت أحلامه مع بنت الثريا
بين أحضان الفضا ملتحفا بليله الأسود
منتظرا طلوع آية من آيات خلاق عليم
قدرها منازل حتى غدت بدرا بلونه الأرمد
كي يحدثني عن أخبار العاشقين مثلي
هل مثلي افترشوا الخيال من الفرند ممرد
تحت ظلال الزيتون وارتشفوا من الندى
قطرا تلألئ في فناجين الهوى بملمس اليد
هل أعارهم الشعر يوما أجنحة الحب
ليحلقوا طورا في سما النشوة بأفق واعد
وتارة تراهم حيارى يبحثون عن صدفة
تهديهم نظرة إلى من كان بالامس روح الغد
ولمن لم يذق للهوى طعما فإنه عسل
يدمن اعلاه وصال وأدناه ليل بجفن مسهد
لله در الهوى من مذل إذا يقدر فرمت
به العيون رأيت أسد الوغى تنظر اليها بتودد
بوهيلي نورالدين