هــاجَـنـي الـحــب
( البحر البسيط ) شـعـر : سعـيـد تــايـــه
قـد هَـاجَنِي الحُـبُّ مسفوحَاً عَـلَى شَجَـنِي
وَقَــدْ تَحَـكَّــمَ فـي رُوحِـي وَفـي بَــدَنِــي
فَـصِــرتُ مُلتَحِـفَـــاً بالشَّــوقِ يَـغـمُـرُنِــي
وَقَــد سَــرَى بِـدَمِـي كالعــارِضِ الـهَـتِـنِ
وَراحَ يَـزحَـــفُ فـي مَـــدٍّ بِــلا جَــــزرٍ
فـي كُــــلِّ أورِدَتِــي زَحـفَــاً وَلَــــمْ يَـلِـنِ
وَقَـــد تَـوَطَّــنَ قـلـبِـي لا يُـبَـارِحُــــهُ
عالِي الصَّـبَابَــةِ يَسْـتعْـدي عَـلَى الزَّمَـنِ
أقْسَمْتُ حَلْفَـاً بِـأنْ أُبقَـِـي عَـلَى وَلَهِي
إنْ خَـانَنِي الإلـفُ لَــمْ أغــدُر وَلَـمْ أَخُـنِ
هــذي ضَريبَـةُ نارِ الحـبِّ فـي كَـبِـدي
أَنِّـي أُصِـبْــتُ بِــــداءِ الـبَــثِّ والـحَــزَنِ
وَقَــد شَعَـرتُ بِـأَنِّي صِـرتُ مُـرتَهَـنَـاً
مَسْـلُـوبَ لُـبٍّ بِـــلا عُــذرٍ وَلا ثَـمَـنِ
فَـقَـد وَهَـبْـتُ حَـبَـابَ العَـيْـنِ مَالِكَتي
وَهَـبْـتُهَـا القَـلـبُ عَـنْ حُــبٍّ بِــلا مِنَـنِ
وَرُحتُ أحضُنُهَا في الجَفْـنِ أحرُسُهـا
كالـوُرْقِ تَحضُنُ أفـراخـاً عَـلَى الغُصُنِ
أظَــلُّ فـي شَغَــفٍ بالعيــنِ أرقُبُهَـــا
لأِجلِهَـا أركَـبُ مَتْنَ المَـرْكَبِ الـخَـشِـنِ
وَما شَـكَـوتُ وَما شَاخـتْ مَشَاعِرُنَا
بالـرغْـــمِ مِـنْ أنَّهَــا دَومَـاً تُمـاطِـلُنـي
قَـد كُنتُ أُصرَعُ حينَ العيْنُ تَلحَظُهَـا
لأِنَّ فِـتْـنـَتَهَـــا مِــنْ أقـتَـــلِ الـفِـتَــنِ
كَـأنَّهـا وَهْـيَ تَمشِـي في غَـلائِلِهَــا
كالغُصنِ يَخطُـرُ في غَــابٍ مِنَ الفَنَـنِ
ظَنَـنْتُ أنَّ الَّتي أهـوى تُشَـارِكُني
نَفــسَ الشُعُــورِ وبالأفهــامِ والفِـطَـنِ
قَد كانَ ظَنِّي وَكانَ الظَّـنُّ مَضيَعَةً
مِثْـلَ البُكَـاءِ عَـلَـى الأطـلالِ والـدِّمَـنِ
أودَتْ بِمِـديَتِهَـا حُلْمِـي وَعافِتيَتي
فَـفَــرَّقَ الـبَـيْـنُ بَـيْـنَ الـرُّوحِ والبَــدَنِ
وَلَيْـسَ في فَمِي المكلومِ مِنْ طَعَـمٍ
سِـوَى طَعَـامِ مَـرارٍ مِـنْ جِـذى المِحَنِ
يَا لَيْتَنِي مَـا رَأَتْ عَـيْنِـي مَفَاتِنَهَا
وَلَـيْتَ مَـا كَـانِ مِـنْ حُـبٍّ وَلَــمْ يَـكُـنِ
فَقَـد بَـرَى جَسَدِي مِـنْ كُـلِّ ناحِيَـةٍ
وَكـانَ حُبِّـي لَهَـا مِـنْ بـاهِــظِ الثَّمَـنِ
وَقَد يَرَى بَعضُنَا في الحبِّ مَنْقَصَةً
تُـزْرِي بِمَا فيـهِ مِنْ حَيْفٍ وَمِـنْ غُبِنِ
لكِنَّمَـا الحُـبُّ رُوحُ الكـونِ لا جَدَلٌ
فَهْــوَ الحَيَــاةُ وَيَبقَـى أفضَــلَ السُّنَـنِ
وَحيـنَ تَسْمَـعُ اُذْنِـي أيَّمَـا خَـبَــرٍ
إلاَّ وَسَـارَعْـتُ فـي شَــوقٍ إلى خِــدِنِ
وَرُحتُ أهـزُجُ بالأشـواقِ أُرسِـلُهَــا
عُـربُـونَ حُـبٍّ وَفي سِــرٍّ وَفـي عَلَـنِ
فَمَا جَنَيْتُ سِـوَى الإنكـارِ أفقَـدَني
"صَبري وَحَرَّمَ أجفَانِي عَـلَى الوَسَنِ"
شـعـر : سعـيـد تــايــه
عمـان _ الأردن
6/8/2017