لازالت
بقلم الشاعر عبد الحفيظ زياني
لازالت تبكي في ركنها المفضل
لازالت تقسم ألا تكلمني
تتمسك بقولها المعلل
فترفض قطعا أن تجيبني
هي تثور على المدبر والمقبل
وقد سئمت عجرفتي وغروري
نداء روحها منسجم مسترسل
وقد جائتني ببدلي وأغراضي
ملامحها بائسة مستنفرة
فلا تطيق لغتي وبياني
لازالت سحبها غائمة
وصراخها يثيرني ويستهويني
ارتساماتها مستبشرة
وقولها يرعاني ويحميني
تكاد تجن من بطشها
تكاد تخرج عن وعيها
لازال حزنها يغمر دنياي وعالمي
لازال حنينها يطاردني ويلازمني
إني ذكرتك فسالت أجفاني
إني حذرتك فتفاعلت أنفاسي
لقد عبرت بإعصار مداد كلماتي
لقد ناقضت تفاعلي وانسجامي
ما هكذا تأخذ جملي وعباراتي
ما هكذا تقاس فراستي وقدراتي
العيب كله في اندفاعي وإقدامي
العيب كله في إقبالي وإدباري
إني ذكرتك رغم المآسي والأنغام
إني ذكرتك رغم القلق والأحزان
عبد الحفيظ زياني