الاثنين، 5 فبراير 2018

Hiamemaloha

قصيدة من شعر البند
نغمة الأوطان
بقلم الشاعر يوسف الفزالي 

بأرض القدس نادانا
غلام هزَّ آذانا
رمى طوبًا بيمناهُ
فصار الغزوُ يرميهِ، إلى أن جَزَّ يمناهُ
فنادى الطفلُ : وا أماهُ وا أماهُ وا أُمِّي
وولَّى صَارخًا يبكي، دِمَاهُ فوقه تجري
فَلَبَّتْ أمُّه والدَّمعُ أسرعُ من خُطَى الرِّجْلِ 
فداكَ النفسُ يا ولدي
فداك الروحُ والعمرُ
ودمعٌ قاتمٌ يسرِي
فقال الإبن في حزن : 
خذي الأحجار يا أماهُ ، إرمِ القردَ يا أمي
وفاضتْ روحه تَوًّا
ومات الإبن في الحجر شهيدا
***  ***  *** 
كم رأينا من مآسٍ حالكاتٍ
قاضماتٍ للفؤادِ
هل مددنا من أيادي
أو أجبنا من منادي
أم تركنا كلَّ شيءٍ
إذ فقدنا كلَّ شيءٍ
وصددنا كلَّ رَمْيٍ بعباراتٍ عِجَافٍ
وتَحَاشَيْنَا الحديثَ عن مآسينا
***  ***  *** 

بأرض القدس أيتامٌ
ونسوانٌ أراملْ
يصدُّونَ الأذى والرعبَ والتَّقتيلَ أعوامًا
وجِدرانٌ وأطلالٌ تُنَادِي من هُنا نُؤتَى
وزيتونٌ وأشجارٌ تنادِي قد طَغَى "مَتَّا"
وأطفالٌ وأشبالٌ تُسَائِلْ :
 أين باقي هذه الأمَّهْ؟
فما كان الجوابْ . .
***  ***  *** 
كم ذَرَفْنَا كالثَّكَالَى عن ضحايانا الكرامْ
كم نسجنا من سخافاتِ الكلامْ
هل أَمَطْنَا العارَ عَنَّا؟
أم أزلْنَا الغَزْوَ عن كُلِّ أراضينا؟
***  ***  *** 
بأرض القدس نادانا
جهاد الظلمِ والطغيانْ
فقال الكفرُ : لاَ تَعْدُوا فإنَّ الذَّودَ كَالإِجْرامْ
فحرقُ الزرعِ والزيتونْ
وقتل الطفل والنسوانْ
سَلاَمٌ آمنٌ .. والذّودَ عن أغلى حِمًى إجرَامْ
كذاك الظلمُ ما يأتِي يراهُ السلمَ لا الإجرامْ
فهل يغني الكلامْ؟
***  ***  *** 
هكذا الظلمُ متى كان سيخشَى الكلماتْ؟
إنما الظُّلمُ ظلامٌ، فَأَمِيطُوا الظُّلُمات..
إنما يَكشفُ هذِهْ
صُبحُهَا والمُشرِقَاتْ
فكذاك الظلمُ يُنْهَى بِوَمِيضِ الطَّلَقَاتْ
فأميطوا عن جهادي كلَّ تِلْكَ التُّرُّهَاتْ
وأزيحوا عن بلادي كلَّ أشكالِ البُغَاةْ
كَائنًا مَنْ كَانْ
***  ***  *** 
بأرض القدس نادانا
نداء الله والتحريرْ
ألا هبُّوا فإنَّ النصرَ ساعاتٌ من التَّهْليلْ
أباد الظلمُ أبطالا
فحيُّوا ذلك الإِقدامْ
أباحَ الظلمُ أوطانِي
وأَرْدَى رُضَّعًا صِبْيَانْ
فهل تكميمُ أفواهٍ يردُّ على الفَتَى أَوْطَانْ؟
وهل أَحْيَى بَنُو أَرْضٍ بِغيرِ السَّيفِ شِبْرَا؟
***  ***  *** 
إنما يحملُ راياتِ العُلاَ والنّصْرِ أَبْطالْ
ليس للنصر بلادٌ غيرَ أسيافِ الرِّجالْ
ليس يُهْدَى الشُّهْدُ إلاَّ بعدَ إِذْنِ اللَّسَعَاتْ
ولذا النصرُ سيَأْتِي
بعد إذنِ الطَّلَقَاتْ
نَغْمَةِ الْأَوْطَانْ
***  ***  *** 
بأرض القدس أُسْدَانٌ
تربَّوْا في حِمَى الرَّحْمَانْ
لهم للموتِ نُشْدَانٌ
فَلَا ذُلٌّ
وَلَا ذُعْرٌ
وَلَا سِلْمٌ بِخِذْلاَنٍ
أعَزُّوا حُرمَةَ الأَقْصَى
فعَزُّوا في حِمَى الرَّحْمَانْ
فلا واللهِ لنْ نَشْقَى إِذَا كُنَّا له عُبْدَانْ
فطعمُ الموتِ أشهَى مِنْ ذَليلِ العيشِ و الخِذْلَانْ
فهلْ أَحْيَى بَنُو أرضٍ بغيرِ السَّيفِ شِبرًا؟
***  ***  *** 
لا نُبَالِي إنْ هجمنَا أيَّ أطرافٍ تُزَالْ
قد أبَيْنَا الذُّلَّ فَامْضُوا في طريق الإِنتصارْ
لنْ يمسَّ الغزوُ شِبرًا منْ أراضِي الحرامْ
فإذا ما مُتُّ فابْنِي سَيَرُدُّ الإِعْتِبَارْ
فاسْتَبيحُوا من دِمَانَا ما يَرُدُّ الإِعْتِبَارْ
فدِمَانَا قَطَرَاتٌ من شَذَى المِسْكْ
***  ***  *** 
بأرض القدس يا ربِّي
أسودٌ فاهْدِهِمْ حُبِّي
وأشبالٌ فَلَا تُحْرِمْ دُعائي ساحَهمْ رَبِّي
وإنْ أَنْأَى بِنَا بُعْدٌ فَإِنَّا هَا هُنَا نَأْلَمْ.
                                            بقلم يوسف الغزالي بتاريخ 09-01-2005

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :