(دموع أمي)
بقلم الشاعر نعيم الدغيمات
كنا هناك قرب التل نحفر الضريح
ونصطف على باب الغار
حتى تعبت ايدينا من بطش الحفار
فعندما فتح الباب
وذهبنا للرقاد نبكي
كي نستريح ونتخذ من الاشجارظل
نعد الموتى
نفتش في اللحود
نَسِف من ترابها وننفض الغبار
فهذا الدم الغزير لنا دِثَارْ
حتى لاتبتل جثث الموتى
وتغرق بالدموع
بعيدا عن الطين المعطر
لرائحة شهيد قتل فوق التل هناك
تحت صيحات الجنود
يقتحمون الحدود والسدود
فهذا البحر العميق
يمدة سبعة أبحر
والمطر يجود على البحار
حتى على البحرالكبير
فتلتقي الدموع عند البحرين
ومجمع البحرين
فانامن استطاع مع امه الصبر
وهويسمع النحيب
وينظر في وجهها
وهي تُقَبِلُ القتلى وتعد الجماجم
وتشير لي أن لا أسف من التراب
فهناك فوق التل ستفتح اللحود
وتختفي الاكفان
ويصبح الدم للقتلى دِثَارْ
فتتوقف امي عن مسح الدموع
وتكلمني كأخي أَلْسِرَارْ
وتقول لي هذه قارورة عطري
سُكِبَتْ على كلب صغير
كان يتبع الظلام ويتبع الاعداء
ففاح العطر من بين تراب التل
ومن بين اللحود
حتى تلاشت الدموع فلم تعد تسح
ماتسح من دموعي الثقال تملأالبحار
حتى يمتليء البحر الكبير
فتطفوا على الماء رائحة العطور
فيتعالى الموج
يحمل جثث القتلى
ويتوجه لاحتضان جثة الشهيد
تحت نشيد يبشر بنصرأكيد بات وشيك
نعيم الدغيمات