بقلم الشاعر محمد طه العمامي
فبراير هو اخر خيط رسمي يربطني بالسنة الماضية
أحسه مقدما على انقطاع البوح ولسان القلم
كم اتمنى البقاء في عالم الكتابة
كم تخيلته هذا العالم بالجنة
لماذا أحرم البعض من القراء بين لذة القراءة ووجع الكتابة
كيف سأنسى لذة انتظار تعقيب متعاهد مع ما كتبت؟
كيف احرم لذة مفاتن الكلمات لدى المحبين والمحبات اللواتي يردن الاستعراف ولا يستطعن ؟
لماذا احرمهم من التطلع عن مانشرت ليلا لتكون لهم الصباحات تحبس لها الانفاس ؟
لماذا احرمهم من هوس العمامي في الكلم والنساء والشعر والجنون والفرح
الذي فرّ من عيون أطفالنا والهزائم العربية والخيبات ؟
لماذا احرمهم من كلمات في طعم التوت وانعراجاتي العبثية ؟
إني لست بحزين على أي شيء سوى الذي ذكرت . هذا العقد الذي إنفرط وفي أخر حبّاته ستذهب بها رياح فبراير الشتوية
البارحة راسلني صديق ليسألني عن القصيدة وتفاصيلها . هرب وذهبت به لعالم التكنولوجيا
وجدت نفسي اصمت لعدم فهمه ... ماذا سأقول له عن قصيدتي وانا سأتركها الى الابد ؟! ...
لم أدر كيف إنخرطت في الحديث عن ملعونتي .
حدثته كيف يزهر الربيع في عيون قراءها
وكيف يأتي الحمام ليحط على مشكاة انوارها
حدثته كيف يلتقي العشاق في انغامها لسرقة بعض الافراح من خزائن الدنيا
وكيف ينزل الليل ضبابا ومطرا وشعرا ليتقبّل كلماتها ومعانيها الساحرة
قصيدة... فجرها مع العمامي . شتاؤها وامطارها مع ابن الخديجة
فتياتها ونزقها معك انت العابث ابدا
إستودعني الرجل وقد بدا فرحا لكنه تركني للاوجاع منفردا
قصيدتي غزالة راقصت صيادها ... زهرة نبتت من خطى الانبياء ...لعنة قدسية والاغلب تكون متوحشة فاضت على ايقاعها ، عاهرة ، بريئة ، فاتنة عذبت عشاقها ثم اعطت مفاتنها للغزاة
رصاصة عفوية وألم مشتهي ...
محمد طه العمامي