بكائية الشمس وأسوار اللحود
بقلم الشاعر حيدر الزيدي
ويهطل المساء مطفأ النجوم
النوافذ الحيرى والكتب المتربة
أنتبذت ظل النخيل
وأعلنت حدادها المقيم
هذا العمر ماء مذبوح
فلتعش نصف شحاذ
ولتقم صلاتك الضئيلة
حاملاً شيخوخة السنين
وجرحك القديم ..
الاياطائر الثلج احمل أوزاري
أفاعي على جناحك المكسور
أفتش في مدن الغرباء
عن ملجأ أو منفى رحيم
التبغ والمقاصل وبحة الشروق
تحنط جماجم أرقها السهاد
تأكل صدرها اليابس
وتود أن:
تستريح في قرارة ضياعها المحتوم
هيهات يغرد الحبار
أو تورق الضياء في مبكى الجنود
قطعتُ كل السبل اليك
وماعاد يجيىء أيار
الى شبح غريب
يزغرد في مقلتيه الوجوم.
أطوي ملف اللقاء
يشاطرني فرض شقاء
أنجب الف حبة وأخضبَ
مفاتن النبع الصغير
عراء قفار
ورقعة رمادية
وخطوط ليل بهيم ..
لنودع هذا القبو الرث
لنتخلى عن خيال أسمه الحياة
لتأخذنا عربات الظلمة
ونبدأ عصر الموتى
وقوداً للجحيم ...
..........
حيدر الزيدي