مَـوسِـمُ الـوَرْد
بقلم الشاعر بشير عبد الماجد بشير
كلُّ شيءٍ تَـرَكْـتَهُ في مَكانِـهْ
غيرَ قلبي فَذابَ فـي أَشجانِـهْ
الـهوى لا يَـزالُ يُترِعُ كأْسـي
والأَغـاريدُ لـم تَزلْ في دِنانـهْ
وَهَـجُ الشَّوقِ في العيونِ يُغَنِّي
ثُـمَّ يَـنْسابُ باكياً من هَـوَانِـهْ
وأَمَـاسِـيَّ كلُّـهـا ذاكِـراتٌ
كيفَ كنَّـا نَـغيبُ فـي أَلْـحانِـهْ
وفُـؤَادي وقد هَـجَرْتَ دُروبـي
شَـكَّ فـي شَـكِّهِ وفـي إِيـمانِـهْ
غابَ عنهُ الـيقـينُ ما عادَ يَـدري
أَهُـداهُ يَـقـودُهُ فـي زَمـانِـهْ ..
أَمْ سَـرابٌ يَـلوحُ يَـهْزِمُ حَـقَّـا
عاشَ فـي فِكرهِ وفـي وِجْدانِـهْ
يا حـبيـبي ولا أُريـدُ عِـتابَـاً
غيرَ أَنِّـي عَجَزتُ عن كِتْمانِـهْ
كيفَ يُرضيكَ أَن تُـعَـذِّبَ قَلـباً
دونَ ذَنـبٍ جَـناهُ غـيرَ حَـنانِـهْ
غيرَ أَن هَامَ في سَـمائِكَ طـيراً
هَـزَّهُ الـشَّوقَ للمُنى وأَمَانِـهْ
غيرَ أَن تَـرجَـمَ الـغرامَ قَـصيداً
ذَوَّبَ الـسِّحرَ فـي جـميلِ بيـانِـهْ
يا حَـبيباً وهَـبتُهُ كلَّ عُـمْـري
ورَضيتُ الـقلـيلَ من إِحْـسَـانِـهْ
وتَـنَسَّكتُ فـي هَـواهُ مُـحِـبَّـاً
لا أُبـالي الـعنيفَ من هِجْرانِـهْ
لا تَـدَعـْني لِـقَسوةِ اللَّيلِ وَحْدي
أنا أَخْـشى الضَّياعَ في أَحْضانِـهْ
وادْنُ مِنِّـي نُـذوِّبُ اللَّيلَ وجْـداً
يا حـبيبي ونَـجْتَني من جِنانِـهْ
نَـحنُ أَوْلَـى بِـرَوْضِنا يا حبيبي
وثِـمارُ الـهَوى على أَفْـنـانِـهْ
قـد رَعَـينـاهُ بالقلوبِ زَمـانـاً
وحَـرامٌ يَـجِـفُّ فـي رَيْـعَـانِـهْ
يا حبيبي تَـعالَ يَـدعوكَ عُمري
بِـأَهـازيـجِ قـلبهِ ولِـسـانِـهْ
يا حـبيبي تَـعال هَـيَّا لِـدَربٍ
كُـنتَ فـيهِ الـبهيجَ من أَلْـوانِـهْ
الـفَراشـاتُ فـي ذُراهُ تُـنادي
مَـوْسِـمَ الـورد في أَوانِ أَوانِـهْ
والـعَـصافيرُ يا حـبيبي دُعـاءٌ
واشْـتِياقٌ تَـجِـدُّ فـي إِعْـلانِـهْ
لا تَـدَعْ شَـوقَـها لـظُلمَةِ لَـيلٍ
مُـستَبِدٍ يَـتيـهُ فـي أَكْـفَـانِـهْ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنيةٌ للمحبوب )
مشاركة