بقلمى غسان ابراهيم
أهيم شوقا إلى ربوة تقطنها
ندية بخمائر العطر
سوسن وعود وروض تمايلت
على ضفافها غصون الجوري
تيمت عشقا من ثراها
لم تفارقنى لحظة كظلي
تسير ما سار ركابى
وتحط ما حط رحلي
تحاورنى فى خيالي
وتؤنسني ما خيم ليلي
ثملت أبداني من هواها
لا خمر ذقته ولا مسكر
وما استفاقت جوارحى يوما
من خمر حبها الثملي
ألملم أطيافها من هواء
رسمت عليه بأجمل الصورى
شبهت بجمالها ورد الربيع
حين تتراقص غصونه من طرب
بألوانه الزاهية تحمر خجلا
من جمالها القتال بالشهب
أرحل إلى مجالسها خلسة
تسابقنى العواطف قبل النظر
ما تراها عين ألا
سالت منها دموع الفرح
لا يشابهها من البشر أحد
شاع من سنياها نور
كم تشع أنجم القمر
أعيت من حسنها قلوب
وشفت أخر من علل
وأضحكت بدلالها أرواح
تعلقت بحبها الأذلى
هى الحسناء كملت وصفا
وهى الحديث كمل صدقا
كذا حسن صمتها الجبلي
أما حرير ملمسها ما سوى
طبعت منها كما تطبع الكتب
أنعم من الحرير ملمسها
وأنعم منه سواد الشعر
يا ليتنى لم أولد بأرض
مشت عليها بأرجل القدم
أو تبرك الرمل من جلدها
فالنور يسكن ما تسمه القدم