أَطْيَبُ الشُّهُور
بقلم الشاعر محمد خالد الأمين
هَلمَّ تَرَى الشَّهْرَ الكَـــــرِيمَ يُنَوَّرُ
...... لِتَرْشُفَ مِسْـــكًا وَالمَنَاسِكُ عَنْبَر
**
وَلمَّا لَمَحْتُ الشَّهرَ في مَهدِ غُمْدِهِ
....... نَويتُ صيَـــــامًا والأنــامُ تُبَشَّرُ
**
أَلِفْتُ إذَا بَـــانَ الهِلالُ لَزِمْتُهُ
...... وَعَهْدِي عَلَى المِيثَــاقِ لَا يَتَغَيَّرُ
**
أتَى مُسْتَنيرًا يَفْرِشُ الثَّغرَ بَسْمَةً
...... وَمِنْ شَهْدِهِ يَنْسَــابُ عِبْقٌ مُقَطَّر
**
تَجَلَّتْ نُجُومُ البِشْرِ وَهَّاجَةَ المَدى
...... تَرى الضَّوءَ مِنْ أطرَافِها يَتجَمَّر
**
فَفِيهِ سَمَا الإيمَانُ يُرْسِي الخُطَى وَهَلْ
....... يَزُوغُ ثَبَـــــاتُ الخَطْوِ أَوْ يَتَعَثَّرُ
**
وَمَنْ هَمَّ بالإمْساكِ رَامَ عِبَــــــادةً
...... إِلَى فَضْلِـــهِ سَــاعٍ وَطُـهْر يُنَوَّرُ
**
يَفيضُ رَحيقُ الوردِ منْ كُلِّ رَكْعَةٍ
...... فَيَبْهَى المُصَلِّي وَالنَّــــوَالُ يُقَرَّرُ
**
وأَفْضَالهُ ذِكْرٌ تَوَشَّحْ بِعَذْبِها
...... تَرَى الذَّنْب مِنْ أطنَـــابِهِ يَتحَرَّرُ
**
فمَا الفَرْضُ إلا سَوْسَنٌ عمَّ طِيبُهُ
.... بِهِ تُمْسَحُ الفحشاءُ والرِّجْسُ يُقْبَرُ
**
نعمْتَ بآياتٍ وأسْــــــمى شَفاعَة
....... وكيفَ لِسَـــانُ البَغْيِ لا يَتَحَجَّرُ
**
وَشَعَّتْ تَرَاوِيحُ الجَزَاءِ زَكِيَّةً
....... تَهِيــجُ أريجًـــا وَالأثــــامُ تُبَخَّرُ
**
لَهُ الأجرُ إنْ أمْسَى بِرَمْضٍ وَعِفَّةٍ
...... وَلِي فِي رِحَابِ الأجْرِ قَلْبٌ يُكَبِّرُ
**
ومَا القَدْرُ إِلا ليْلةٌ فاحَ ذِكرُهَا
....... دعـــاءً وتَسْبيحًــا وَكُــلٌّ مُقَدَّر
**
وَخيْرُ اللَّيَالِي أمْرُهَا فاقَ أشْهُرًا
....... وَمَا حَرْفُـــهَا إِلَّا كِتَــابٌ مُعَطَّر
**
وَفَجْرٌ تَبَنَّى مِنْ تَرَاتِيــل خَالِقٍ
....... قُلوبًا تُعَافَى وَالوُجُـــوه تُنَضَّرُ
**
وَأعْلمُ أنَّ الفِطرَ عيدٌ مُيَمَّنٌ
....... فَطَيِّبْ زَكاةً وَالنُّفـــوسُ تُطَهَّرُ
**
مَلائِكةُ الرَّحْمَانِ تَزْهُو سُطُورُهَا
........ وَمَا وَصْلُهَــا إِلَّا فَرَوْحٌ مُسَيَّر
**
إلى الله يُهْدَى أجرُ صَوْمٍ فَريضةً
...... وَيُرْجَى بِعَفْوٍ مَسْحُ مَـــا يَتَجَذَّرُ
*****
محمد خالد الأمين