(ذكريات موجوعة )
بقلم الشاعر بسام الأسبر
مرَّتْ ومازالَ قلبي حافلاً أُنسا
أيامُ ما عِشتُ يا أصحابُ لا أنسى
نَديانةٌ بِشَميمِ المسكِ يسكُبُهُ
نبعُ الصفا من قلوبٍ أُلهِبَتْ حِسّا
ما ضمّنا محفَلٌ إلّا تَشوَّقَنا
عذبُ الحديثِ وكأسٌ يلثُمُ الكأسَ
آمالُ كم كُنّا نستجلي ملامِحَها
فنُرقِصُ القلبَ فيما نُشغِلُ الرأسَ
كم جلجلَ الليلُ مفتوناً بِنَغمَتِنا
نجومُهُ دانياتٌ تشهدُ العُرسَ
وكم تذوَّقَ مهمومٌ فُكاهَتَنا
وبدّدتْ روحُنا عن روحِهِ اليأسَ
يا قربَ مااستيقظَتْ بالحبِّ أفئدَةٌ
منكوبةٌ صَلدَةٌ طابَتْ بنا نفسا
يا سوريانا وأنتِ العشقُ شتّتنا
في حُبِّكِ الثرِّ أحداثٌ ولا أقسى
شامَ النفوسَ انفِصامٌ في تواصُلِها
ولوّثَ الروضَ والشطانَ والطقسَ
وجازَ سيفٌ بصدرِ الوِدِّ بدّدنا
كالرّيحِ تقلعُ من جُذمورِهِ الغرسَ
فلا نعوجُ على برٍّ ولا جُزُرٍ
ولا السفينةُ في مينائِها ترسى
تَعشّقَ الطيرُ رغمَ الشحِّ موطِنَهُ
فليس يقبلُ ما أغرَيتَهُ الحبسَ
كم يصلَفُ العيشُ في دنيا ونألَفُهُ
ويَترفُ العيشُ في دنيا ولا نأسى
نشقى فنبقى على عهدِ الوفا أبداً
كالأرضِ رغمَ جِراحٍ تعشقُ الفأسَ
تَشبَّعَتْ من خِصالِ الوِدِّ شاعِرَتي
فكلُّ ذكرى تُحاكي داخلي جِرسا
تغفو طقوسُ حنانٍ بين أجنحتي
مُذَهّباتُ الحواشي تطردُ النحسَ
شعر: بسام الأسبر