بقلم د. سمير موقدة
وإنّي أَمــرتُ العيـــــنَ ألا تــراهُمُ
لكيلا يـــذوبَ القلبُ فيهــم صبابة ً
وأسماؤُهُم حاولتُ نسيــــانَ حرفِها
ولكنّـــها فـــــي القلبِ خُطَّتْ كتابة ً
فقلتُ: سأبكـي علَّ دمعـــي يزيلُهم
فسالت دموعي نحوَ قلبي سحابة ً
مسحـــتُ بدمعي بالفـؤادِ حروفَهُمْ
فأضحى بُعيدَ البعدِ أقسى صـلابة ً
نثرتُ لهـــم ورداً وقلـــتُ: فراشةٌ
فَطَنّوا بعمقِ القلـــبِ أضحّوا ذبابة ً
وقد كنتُ أبدي كلَّ يــومٍ مـــروءةً
وقــد كنتُ أغضي للحبيـبِ مَهابة ً
فكلُّ المآســـي بي مقاســـي وإنّها
تصيـــبُ شــــرايينَ الفؤادِ إصابة ً
لقد ضــــاقَ قلبي بعدَ هجرِ أحبتي
وقـــد كانَ قبلَ الهجرِ كانَ رحابة ً
لقد قطعوا وصلَ الغــرامِ بهجرِهِمْ
ولــم أدرِ إنْ ظنــوهُ حقاً دعـــابة ً
وقد سألونـــي عـــن أنينٍ بأضلعي
أبعدَ النّـوى يرجـــونَ منـي إجابة ً
................................................
وكنتُ أُصلي ثم أدعــو لهـــم وَ لي
فأضحى دعائي في الصلاةِ عبادة ً
وأُلْبسُهُمْ مــن كـــلِّ غــــالٍ مُذَهَّبٍ
ولم يلبسونــي رغـــمّ ذاكَ قِلادة ً
ملأتُ فـــــؤادي بالورودِ وبالشّذى
وقد أحرقوا وردي فأضحتْ إبادة ً
وكنتُ كطيرٍ في الفضـــاءِ مُغـرداً
وهُمْ نهشوا ضلعي فأمسَوا جرادة ً
وقد زرعوا سهـماً بقلبــــيَ مُثمراً
زرعتُ بقلــبِ الطّــاعنينَ سعادة ً
أرادوا لمـــــوتي أنْ يكونَ مُعجّلاً
أردتُ لمــــوتي أنْ يكــونَ ولادة ً
موقدة