غَنِّ يا شادي بلحن طروب
للحب لضروب العشق غني ..
لجمال الدروب
من القلب إطلق عصافيرك
تصدح ترفرف .. تجوب الآفاق
تلقط .. و تنثر طيوب
غنِّي للورد للوجد والليلك
للأماني و الأماسي وجمال الكعوب
لإحتراق القلوب واشتعال الذنوب
غني للفخار والشموخ
واحتمال الخطوب
إنزع .. بأوتارك ، بمغناك
ما يتراكم من آلام
والبؤس والضنك والعناء
والقهر والشحوب
عني .. وعن جميع الناس
من كل القبائل
والشعوب
حزانَي وأيامَى وشباب وشيوب
غَنِّ ...
وأجلي عن النفس
كل المكاره و الكروب
امسح عنها العيوب
غنِّ ...
و "إذهب عميقا في دمي"
وارتقي كل الجبال
وانتشر في كل السهوب
من أمامك الأصفهاني
ومن خلف ظهرك زرياب
و إلى جانبيك الرحابنة ووهاب
لمزيد من زاد
وإن أشتد عليك العوز
أوضاقت عليك الدروب
فيض حنين ،أنين ، آهات
بين ضلوعك
معان ومواويل وحنايا
وقلوب تذهب وتؤوب
صبابات أعذب من لسان لعوب
وأنقى مما تختزنه صدور
في شمال أو جنوب
تتراقص المشاعر
على جمال أنغامك
وفـــــــيها تذوب
غَنِّ مطراً غيثاً مزناً
شلالاً ينسكب
غَنِّ واسقي الصدور
والحقول والسهوب
إفتح كتابَ القلبِ
إحفر في أرضِه وسمائِه
واتلو آياته لكل من يشقى
وبين أنفاسه الحب يجوب
خذ منه ما يلهم العقل
ما يُطيب الروح ويجلي الجمال
ما يلهب الاحاسيس
ولتروَ المشاعر و تتّدفق وتذوب
صُبَّ به أشجانا وأنغاما جامعة للمعاني
وأوتارا تحرث في المسامع والقلوب
غن ...
وخذ من قلبي أوتارك
ومن عيوني أشجانك
ولا تهدر زمانك
في الزَّبَد وألعاب الغروب
غن يا شادي باللحن الطروب
وغذ وجدان الجميلات
وكل شهم ومشبوب .
.
.
عبدالعزيز دغيش .