أنشودة الفجر
بقلم الشاعر محمد أبو رزق
رقّ النسيم فتعالي نُغنّي
بلحن جميل أنشودة الفجر المرتقب
للبستان طابت ثماره لدوالي العنب
للحقل تتمايل سنابله بحبات قمح كالذهب
لفلاح يقلب الأرض بمحراث من خشب
لعامل يتصبب عرقا من شدّة العياء والتعب
لقروية تحمل على متنها حزمة الحطب
لراعي الغنم يشدو سعيدا بناي من قصب
لمعلّم مجدّ يدرّس جميع المواد والشُّعب
لتلميذ أنهك ظهره قنطار من أدوات وكتب
لمواطن صالح يتفانى في عمله بقلب طيب
لأبوين يرعيان طفلهما ، المَجدُ للأم والأب
لشاعر ملهم يكتب قصيدة من رحم اللّهب
* * * * * *
رق النسيم فتعالي نغني
للفجر الموعود أغنية الحُزن والشجن
لجندي على الحدود يحرس الوطن
لمحروم يشتهي كسرة خبز وجرعة لبن
ليتيم يبكي دموعا مسترسلة تثير الحَزَن
لثكلى ترثي راحلا بين المقابر اندفن
لمغترب هزّه الشوق فثار حزنه وما سكن
لمتشرّد جرفه الضياع فتوسّد المحن
لعاشق أضناه الهوى وهجره الوسن
* * * * *
رق النسيم وهل الفجر فتعالي نصلّي
للإله المعبود ربّ الكون والبشر
فهو يجبر القلب الحزين إذا انكسر
يجيب دعوة المضطر ويكشف الضرر
يمسح دمعة اليتيم ويغني من افتقر
يعطي المحروم ويجازي من صبر
يرزق بلا حساب ويضاعف لمن شكر
يُنزل الغيث ويسقي الأرض بالمطر
يحيي العظم الرّميم بعدما بلي واندثر
تبارك الذي خفي فلم يدركه البصر
تقدّس الذي توارى خلف الحجب واستتر
حكم فعدل وكل شيء عنده بقضاء وقدر
محمد أبورزق