شوق لحب الماضي
بقلم الشاعر سنوسي ميسرة
تملكنا طفولة الشقاوة ، تؤرخ ماض أجمل من كل معاش ، فبين أنات الألم منا زارعي الأمل ، حاملا محفظتي الجلدية و مرتديا مئزري الأزرق الموروث عن والدي ، متتبعا خطواتي المتسارعة لمقاعد الدراسة بالثانوية ، وبين خطوة و أخرى يتأجل وصولي إلى مدخلها بتحايا المحبين و انتظار خطوات الحبيبة صاحب الخمار البني ، وصلت بوابة الثانوية و خماري المفضل لم تطل إشراقة صباحه بعد ... و رغم شوق الانتظار دخلت متصفحا من قبل مساعدي التربية في حملة تنظيف جسدي ، و بعد جلوسي الكرسي يدق الباب ، إنه صوت مالكة القلب طالبة كتاب اللغة العربية فهرعت مسرعا لمحفظتي جالبا إياه لا لشيء سوى لإيصال رسالتي التي بداخله والتي كانت مضمخة بكل الحب البشري ، بت أخطها كل يوم عشرات المرات معيدا ألفاظها لعلها تستقرأ قارئتها كل المعاني الدفينة في الذات المحبة لها والمتألمة كثيرا .
وبعد يوم كامل من الانتظار عاد الكتاب دونما رسالته و لا ردها ، تساءل القلب العاشق ؟ : هل من جديد في باقي لأيام لرسالة المحب المتيم؟... وبعد انتظار جاء الرد من التي أحب قائلة : ميسرة حبك شجي ونابع من قلب عاشق ولهان أفضل أن يكون صادقا و أحويا
بقدر الخيبة التي تنتابني أيقنت الذات بالرضى ... وفي همسة غفوة نوم وجدت سلوى تقبل جبيني موقظة سباتي قائلة : أبي .. أبي إنهض نريد خبز الصباح ومحمد ينتظرك إيصاله الروضة .
بقلم : سنوسي ميسرة
الجزائر